من أهم الأخبار الطبية في العام المنصرم (2007) اعتراف منظمة الصحة العالمية بفعالية الختان في مقاومة الأمراض الجنسية وتبنيه كوسيلة للحد من وباء الإيدز.. فقد أكدت الدراسات أن الختان يحد من الإصابة بفيروس الإيدز وأن محاسنه تمتد حتى إلى الطرف الآخر (الزوج أو الزوجة). وكان خبراء الصحة في جنوب أفريقيا قد طالبوا في شهر سبتمبر الماضي بإعداد برنامج ختان جماعي للتقليل من انتشار الإيدز في البلاد والبدء فورا بتطبيقه على المواليد الجدد !
... وفعالية الختان في الحد من انتقال الأمراض الجنسية حقيقة ملاحظة منذ أمد طويل ؛ غير أنها المرة الأولى التي تتبنى فيها منظمة الصحة العالمية هذا الإجراء رسميا / والمرة الأولى التي نسمع جهات غير دينية تدعو إليه لمكافحة فيروس الإيدز hiv .. فمنظمة الصحة العالمية ذكرت صراحة أنها ستضيف "ختان الذكور" الى قائمة الوسائل المعتمدة لديها لمقاومة المرض بعد أن ثبت دوره في الحد من انتقال الفيروس.. في حين أثبتت 40دراسة محايدة فعاليته في مقاومة الإيدز ومنع انتشاره وبالتالي انقاذ ملايين الأشخاص حول العالم.. ففرص إصابة الشخص المختون بالمرض أقل بثماني مرات من الشخص غير المختون ناهيك عن تمتع الزوج والزوجة بحماية أكبر في حال أصيب الطرف الآخر بالفيروس.. فالتجارب التي أجريت في أفريقيا أثبتت أن الختان قدم مناعة ضد الإيدز بنسبة 48% (في أوغندا) وبنسبة 53% (في كينيا) وبنسبة 60% (في جنوب افريقيا).. أضف لهذا اشتملت التجربة الأوغندية على دراسة 187رجلا (متزوجين من نساء مصابات بالإيدز) أتضح من خلالها عدم إصابة الأزواج المختونين بالمرض في حين انتقل الى 40من الرجال غير المختونين.. وفي حين تبدو اصابة المرأة مؤكدة (في حال أصيب زوجها غير المختون بالإيدز) أتضح أنه من بين 299امرأة متزوجة من رجال مختونين لم تصب بالمرض سوى 44امرأة فقط !!
... وكان الأطباء قد لاحظوا (منذ بدأ الأيدز ينتشر في افريقيا) أن الرجال المختونين أقل عرضة للإصابة بالمرض بما في ذلك زوجاتهم.. واليوم أتضح أن خلايا الرجل الأمامية (قبل الختان) سريعة التأثر بالفيروس وتعد معبرا سهلا للمرض ؛ في حين تصبح (بعد الختان) أقل حساسية وعرضه للنزيف مما يقلل من فرص تناقل العدوى.. واليوم تأكدت هذه الحقيقة لدرجة أوقفت معاهد الصحة الأمريكية دراساتها حول هذا الموضوع، في حين أكدت منظمة الصحة العالمية أنها لم تعد بحاجة لمزيد من البحث في مصداقية هذه العلاقة !!
... وبطبيعة الحال لا نحتاج للتذكير بموقف الإسلام من الختان وحقيقة وجوده في الديانات السماوية السابقة.. ورغم الجهل بآلية عمله العضوية إلا أنه ساهم طوال قرون في الحد من الأمراض الجنسية في المجتمعات الاسلامية واليهودية المحافظة.. واليوم تأتي الأبحاث الطبية لتثبت إمكانية إنقاذ مابين 75الى 85بالمائة من ضحايا الإيدز لو تم تبني هذا الإجراء البسيط (منذ البداية) !!
........ قال صلى الله عليه وسلم :
"إن مِن سُنَّتِي وَ سُنَّةِ الأَنبِيَاءِ قَبلِي النِّكاحَ وَ الخِتَانَ وَالسِّوَاكَ وَ العِطرَ"..