و يسقط أندلسٌ آخر ..
كلمتي الأولى لم تكن سوى ردّ فعل لما يحدث ،
الكثير سيتسائل أوَ يوجد أندلس غير الذي أضاعه أجدادنا من قبل ؟
و أقولها لكم فلا تصمّوا أذانكم و اسمعوا وعوا ،
أجدادكم ضيعوا أندلسهم و اليوم تضيعون أخر فهلَّ :
........................................ ....................... أيقظتُمّ قلوبكمْ منّ سُباتِها الذي طالْ !



هم الأعداء يتربصون بنَا ليلقوا بنا إلى التهلكة فيفسدوا علينا الدنيا بإذلالنا و جعلنا في الدنايا
ويفسدون آخرتنا بخنوعنا عن نصرة أخواننا المسلمين و فرقتنا المنتنة و هوان أمرنا و خضوعنا لجبروت عدونا
فنارٌ علينا تلظى في الدنيا و الآخرة !
تعيش أرضٌ مسلمة في هذهِ الأيام صراعاً يصمٌ المسلمون آذانهم عن سماع تداعياته المستجدة ،
يعيشون الحياة بطولها و عرضها و كأن حدود المسلمين تتوقف عند نهاية الحي فما يتعداه لا يعنيهم !

أوَ ينصرف المسلم عن شأن أخيه ؟

فكيف لو كان في ضراء تحرق القلب و تسلب أرواح أبرياء كثر ، و لن تكون سوى البداية لقصص آخر !

أتحدث عن الإنقسام الذي سيضرم نار الفرقة في جنوب السودان فينفصل طرفه عن أعلاه ،
أتحدث عن النيران التي ستشبّ بها الخلافات و الفتن فتقوم الحروب المسلحة في جنوب السودان ،
أتحدث عن اللاجئين الجنوبيين في ضواحي الخرطوم الذين سيقعون ضحية مذابح متبادلة ،
أتحدث عن هلاك الشماليين في المناطق الحدودية ،
أتحدث عن الأسلحة المتدفقة من مصادر مختلفة لجنوب السودان استعداداً لأي مواجهة مع الخرطوم في 2011 و كأنها تحرضه على التفرقة
تحت ستار الإستقلال و باطن نيتها العذاب !

و الطامة التي تبث في القلب وجعاً لا يستكين أن الخطر لنّ يطولَ السودان وحده ،
فهاهي مصر تصرح بالخطر الذي سيتكالب عليها لو حدث ما حدث و انفصل جسد السودان لنصفين
فيصبح الجنوب مرتعاً و مسكناً للصهاينه فيكون ذلك تهديداً لأمن مصر القومي !
و أخطار لا يُدرَا أين يبتدأ رأسها فنجهل نهايتها !

قد علموا أن المسلمين تفرقهم أجناسهم و ألوانهم و عشائرهم
فكلٌ منهم يتغنى بعرقه ونسبه فرسموا خرائط تقسم الشرق الأوسط لدويلات
و على أسس طائفية وعرقية ودينية ،
و يمسي ماء النيل مطلباً من الآخرين بعد أن كان الآخرين يطلبونه منّا
فبعد أن كان منقسما على دولتين مصر و السودان سيكون على ثلاثة لا يعرف لآخرها هويّة
أهي حقاً لجنوب السودان أم هي صهيونية متبطنة بغطاء الجنوبيين !
و لا يخفى علينا موقع السودان الإستراتيجي ،
فكيف نتركه هكذا ينسلُّ من بين أيدينا ليقع في أيدي الذين لا يرجون إلّاً و لا ذمّه ،
كيف نتركه ليقع ضحيّة خذلان و خنوع و ضعف فيتعاظم ذنبنا بكثرة القتلى و سفك الدماء و الفرقة
التي تطولُ المسلمينَ أكثرّ يوماً بعدَ يومْ ...

أفلا تتعظون ؟
ألا يكفيكم أندلساً واحد ؟
أوَلا تخرجون عن صمتكم ؟

نحن الآن منشغلون في التباكي على تاريخٍ مضى و الجدال فيمن انتصر في آخر لعبة كره ،
و على الصعيد الآخر يدبّر أعدائنا لنا مكائد أولها الإنفاصل و التفرقة
و أخرها العذاب و كثرة الدماء و الموت و الخذلان !
متى سنعترف بأننا متهالكون في ضعفنا و أنهم يكيدون بنا و لنا ؟

ألا نكتفي من سذاجتنا التي باتت تزيد الطين بلّة فتزيدنا هواناً على ما نحن عليه ؟
لم أصبح دم المسلم هدراً و شيئاً مستساغاً ؟!
ألم يقل الرسول صلى الله عليه و سلم أن حرمة دم المسلم أشدّ من حرمة المسجد الحرام ؟
ألا تعون قُدسية دم المسلم ؟
فكيف تروح هباءاً لأجل أطماع الصهاينة المعتدين ومن والاهم ؟
متى سيعنينا أمر المسلمين في شتى بلدان العالم ؟
.. اليوم يطالهم وغداً تحرقكم توابعه فليس هناك أحدٌ معصوم من الخطر القادم .. !

حمى الله السودان من أيدي المعتدين ولا فرقّه ،
اللهم فرق شمل الكائدين به و بالمسلمين
و احمه و احمِ أهله فإنهم لا يملكون سواكَ يا رب العالمين ..