توماس اديسون.... الطفل البليد!!
توماس اديسون ..الطفل البليد..
ولد سنة 1847م في مدينة ميلانو بولاية أوهايو بأمريكا ، ولم يتعلم في مدارسها الابتدائية إلا ثلاثة أشهر ، فقد وجده ناظر المدرسة طفلا بليدا متخلفا عقليا ، فتم طرده من المدرسة ولم يسمح له بمواصلة الدراسة فيها.
توماس أديسون !
هذا الطفل البليد الذي قد حكم عليه التفكير المدرسي بالبلادة والعجز والتخلف قد سجل ( 1093 ) براءة اختراع ، ومازال هذا الرقم هو الرقم القياسي المسجل لدى مكتب براءات الاختراع في الولايات المتحدة الأمريكية.
لم تكن مدارس الريف في ذلك الحين تعلم الأطفال سوى القراءة والكتابة ومبادئ الحساب.
وكان المعلمون يستخدمون العصا لحث الطلاب على التعلم، فكان توماس يجلس في الصف ويقضي وقته في رسم الصور! والاستماع إلى كل مايقول الآخرون ، وكان يلقي أسئلة ( غير معقولة ) !
وكان ترتيبه في الصف الأخير ، وذات يوم زار المفتش الصف فشكا الأستاذ إليه حالة أديسون قائلا: إنه فتى فاسد وليس مؤهلا للاستمرار في المدرسة بعد الآن.
حين حرمته المدرسة من إكمال التعليم أدركت أمه أن حكم المدرسة على ابنها كان حكما جائرا وخاطئا فعلمته بالمنزل فأظهر شغفا شديدا بالمعرفة وأبدى نضجا واضحا.
*هكذا نجد دور الأم - دائما - وراء كل عظيم !
درسته تاريخ اليونان والرومان وقاموس ( بورتون ) للعلوم ، وحين بلغ الحادية عشرة كان يدرس كتب العالم البريطاني نيوتن ، والتاريخ الأمريكي وروايات شكسبير وغيره من أشهر الشعراء والمؤرخين والعلماء.
ولقد كادت تجاربه في مجال الكيمياء أن تذهب بحياته فقد اشتعل المختبر وهو غارق فيه وكادت النيران تلتهم ه وانتهت الواقعة بإصابته بشيء من الصمم..
وعلى الرغم من ذلك لم تثنه هذه الإعاقة عن عزمه.
كان اختراع الحاكي ( المسجل ) أول اختراع يحصل على براءة اختراعه وقد باعه بمبلغ 40000 دولار وكان مبلغا ضخما آنذاك .. وبذلك ودع أيام الفقر وضيق المعيشة.
ورغم أنه سجل أكثر من ألف براءة اختراع ، إلا أن الفتح الأكبر كان اختراعه للمصباح الكهربائي وإقدامه على إنشاء محطة لتوليد الكهرباء وإقامة شبكة لتوزيعه على المنازل فلقد كان الناس منذ وجودهم على الأرض يعيشون ليلهم ظلاما حالكا إلى أن جاء أديسون وأحال اختراعه الليل أنوارا ساطعة.
كان توماس أديسون سابقا لعصره لذلك لقي الكثير من السخرية حين أعلن بداية عصر الكهرباء وانتهاء عصر الأتاريك والسرج والظلام...
لذلك لا تحزن ولا تبتئس إن بدت أفكارك غريبة ومثيرة للسخرية لدى من حولك ، فربما غيرتَ مجرى البشرية يوما.
إن قصة توماس أديسون من أروع القصص العصامية والكفاح وفيها دروس باهرة ودلالات كبيرة تبرهن على أن الإنسان النبيه إذا توقد اهتمامه فإنه قادر على تعليم نفسه بنفسه والوصول إلى أرفع الذرى في العلم والابتكار.
وقد فسر أديسون سر نجاحه : بأن 2% من نجاحه وحي وإلهام ، و 98% جهد واجتهاد .
لذا استحق أن يسجل اسمه كواحد من الخالدين في التاريخ لأنه لم يستسلم لليأس يوما ، ولم ينزو بكل تشاؤم في دهاليز الظلام ليبتعد عن أعين الفضوليين التي كانت تتفرس بشكل رأسه الغريب ، ولم يتوقف طويلا عند نعتهم له بالمتخلف البليد.
فهل نتعلم شيئا من قصة هذا المخترع الذي لم يحنِ رأسه لأعاصير اليأس رغم اشتداد رياحها في سماء حياته أحيان كثيرة.
من كتاب\ هكذا هزموا اليأس..
رد مع اقتباس
