الحمد لله الذي علم بالقلم , والصلاة والسلام على من أُعطي جوامع الكلم وبعد
إن وجود القلق عند بعض الناس وإصابة بعضهم بأمراض نفسية لم تكن عند أسلافهم سببه ضعف الإيمان بالله أو انعدامه.
نعم أيها الإحبة، إذا خوى القلب من الإيمان وضعف، أو لم يكن فيه إيمان يفسر له الظواهر الكونية والقضايا التي يعيشها التفسير الشرعي؛ فإنه سيعيش في قلق واضطراب. ومن أهم مصادر القلق أربعة مصادر: الخوف على الحياة، والخوف على الرزق، والخوف من حصول المكروه للإنسان، أو فوات شيء محبوب. أحبتي، إن الإيمان قد طمأننا على هذه الأشياء، طمأننا على الحياة وأخبرنا بأن الحياة ليست بيد أحد في الأرض، وإنما هي بيد الله، قال سبحانه: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ[الزمر: 42]، فلو اجتمع كل أهل الأرض على أن يقدموا أجلك ثانية واحدة ما أذن الله بها ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا، إذا لا تجعل الموت هاجسا مخيفا يعطل حياتك المعيشية وسفرك وترحالك ودخولك وخروجك، وعليك توقي أسباب الهلاك، قال الله تعالى: وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ، وقال: وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا[النساء: 29]. أما أن كان تفكيرك في الموت للعظة والتقرب إلى الله فهذا أمر مطلوب. وللحديث بقية