الحمد لله الذي علم بالقلم , والصلاة والسلام على من أُعطي جوامع الكلم وبعد
أيها الإخوة الكرام، أما المصدر الثالث من مصادر حصول القلق: فهو الخوف من حصول المكروه من مرض أو حادث لا قدر الله، أو موت قريب أو غيره، لكن إذا علمت أن هذا المكروه أو المصيبة بقدر الله، وأنك إذا رضيت عوضك الله خيرا منها في الدنيا، وكتب لك الأجر الجزيل في الآخرة، وإذا علمت أن الله يبتليك ليرفع منزلتك ويكفر من خطيئتك، إذا استشعرت هذه المعاني الكبار زال عنك القلق ورضيت بقضاء الله، قال الله تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ[الأنبياء: 35]؛ ولهذا يقول عمر بن الخطاب : ما ابتليت بمصيبة إلا كان لله بها علي أربع نعم، قالوا: وكيف؟! قال: أولا أنها لم تكن في ديني، ثانيا أنها لم تكن بأعظم منها، ثالثا أن الله ألهمني الصبر عليها، رابعا أن الله وعدني بالثواب عليها يوم القيامة صدقت يا أبا عبد الله، بهذا الشعور -أيها الإخوة- تتحول المحن إلى نعم ومنح، قال الله تعالى: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[البقرة: 155-157]. فإذا قلت ذلك عند المصيبة، وقلت: الحمد لله اللهم اجبرني في مصيبتي وأخلف لي خيرا منها، أخلف الله عليك خيرا منها وجبر مصيبتك في الدنيا والآخرة. ووللحديث بقية