هكذا هو حظي من الدنيا ...

ولدت ليظل حيزي من الدنيا فارغًا ...

بقدر ما أشغل مساحاتي بأمور من قسوتها ...

أمسيت أعتبرها افتراضية ...

ياليتني أستطيع تعلم فلسفة عدم الاكتراث ..

لكنت وفرت على نفسي ذلك العناء ...

ياليتك يا أمي ... أرضعتني مهارة " التبلد " ..

نعم " التبلـــــد " ...

في زمن كل ماهو إنساني أصابه التجمد ...

يالشدة وطأة ما أحسه الآن ...

فمن الصعوبة بمكان أن تشعر بأنك ..

نكــــرة !!

مجهـــــول !!

بلا عنـــوان !!

تعبــــــــت ...

أرى ذلك البنيان ...

يتهاوى دون استئذان ...

تعبت وأنا أتجرع مرارة الكتمان ...

أقسم بأني بلغت درجة الاكتفاء ...

لماذا أجبر على أقل القليل ...

وغيري يكون له نصيب الأسد ..

يا لقسوة الحرمان ...

لكــــــن !!

لابد أن أبدأ عيشة " التعود " ..

فلطالما بات احساس الأمان لدي مهدد ..