خالد السليمان
إذا أردت أن تقيس مستوى تقدم أي مجتمع فعليك أن تقيس مستوى أداء قطاعي التعليم والصحة، فهما جناحا تحليق أي مجتمع، ففي أي مستوى نضع المجتمع السعودي؟!
إذا استخدمنا مقياس ما تطمح إليه القيادة وتخصصه من اهتمام ودعم، وما تنفقه الدولة على قطاعي التعليم والصحة، فإننا نحتل مرتبة متقدمة بين المجتمعات الأخرى، أما إذا أخذنا بمقياس الواقع التعليمي والصحي الذي يعايشه أفراد المجتمع فإننا سنحتل مرتبة متأخرة!
ولا أجد عذرا للقائمين على قطاعي التعليم والصحة، فالدولة تنفق بسخاء لدعم مشاريع وخطط هذين القطاعين والقيادة تبرز دعمها واهتمامها في كل مناسبة ويبقى الإخفاق والتعثر مسؤولية من يعجز من مسؤولي هذين القطاعين عن مواكبة الطموحات وترجمة الآمال وتسخير الإمكانات الهائلة المتوفرة!
فالمؤسسة التعليمية منشغلة بمشكلات تعثر إنجاز المنشآت المدرسية وتذبذب تطوير المناهج التعليمية وتعقيد إرضاء الكوادر البشرية، وتبدو كما لو أنها عالقة في دوامة لا نهاية لها، أما المؤسسة الصحية فكلما حاولت الصعود إلى الأعلى تجد نفسها منجذبة إلى الأسفل منشغلة باستهلاك كل طاقاتها في تعويض إخفاق خدمات الحاضر عن توجيه الطاقات لمواجهة تحديات المستقبل!
المسألة برأيي باتت بحاجة للحظة تأمل هادئة وعميقة لإعادة صياغة التعامل مع احتياجات المجتمع التعليمية والصحية، وإعادة رسم تركيبة المؤسسات التي يمكن أن تحمل هذه المسؤولية، لأن الوضع الحالي لا يقودنا إلى أي مكان قريب من مستوى طموحاتنا وإمكاناتنا!