يتساءل كثير من الإخوة الأفاضل الذين تحذف لهم بعض الموضوعات أو بعض المشاركات:

- ما السبب؟

- وما الداعي؟
- ولماذا أنا؟
- وأين العدل؟
- وهل هذا المنتدى منصف؟
- وهلا بينتم السبب؟
................. إلى آخر هذه العبارات التي نتحملها كثيرا على مضض.


وترى الواحد منهم يغمر الإدارة على الخاص وعلى العام بالرسائل المليئة بالغمز واللمز أحيانا، وبالاتهام والتجريح أحيانا، وبالسب والشتم أحيانا أخرى.


ولا يكتفي بذلك، بل قد يعيد وضع موضوعه المحذوف مرارا، وكأنه يتحدى الإدارة!


ولا يكلف واحد منهم نفسه أن يتفكر في سبب الحذف، أو يلتمس العذر لإخوانه المشرفين في هذا الحذف.


*- أليس من المحتمل أن يكون موضوعك غير ملائم للمجلس؟
*- أليس من المحتمل أن يسبب موضوعك مشاكل لا تعرفها أنت؟
*- أليس من المحتمل أن يكون موضوعك سببا في التحريش بين طوائف المسلمين؟
*- أليس من المحتمل أن يكون موضوعك قد نوقش مرارا من قبل؟
*- أليس من المحتمل أن يكون المشرف رأى ما لا ترى أنت؟
*- أليس من المحتمل أن يكون ضرر موضوعك أكثر من نفعه؟
*- أليس من المحتمل أن يكون موضوعك معروضًا بطريقة غير مناسبة؟
*- أليس من المحتمل أن يكون المشرف أدق نظرا منك وأوسع أفقا بحيث يعرف التداعيات السيئة لموضوعك؟
*- أليس من المحتمل أن يكون موضوعك من الجهل المركب الذي تلبست به، فأراد المشرف أن ينقذك من الفضيحة بين الأعضاء، لعلك تراجع نفسك فتستفيد؟
إلى غير ذلك من الاحتمالات الكثيرة.



وعلى التـنـزل يا أخي: أليس من المحتمل أن يكون هناك عذر للمشرف في الحذف لا تعرفه أنت؟


وعلى التـنـزل مرة أخرى: أليس من المحتمل أن يكون المشرف أخطأ في حذفه خطأ مغفورًا له؟


وليس العجيب في وجود هذه الاحتمالات، ولكن العجيب حقًّا أن شيئا من هذه الاحتمالات لا يرد على خاطر صاحب الموضوع على الإطلاق!!
وإنما يسارع إلى الاحتمال الوحيد الجاهز في رأسه،
وهو الاتهام بالظلم ... والعدوان ... والإرهاب الفكري ... ونحوذلك.
فإذا لم يكن هذا من القصور في التفكير، فلا يوجد في الدنيا قصورفي التفكير.
فإذا كان صاحب الموضوع بمثل هذا القصور في التفكير، أفلا يستحق أن يحذف له موضوع؟


قد يقول قائل:
ولماذا لا تبينون لصاحب الموضوع الأمر بهدوء ودون تعصب، وتشرحوا له سبب الحذف؟
فالجواب:
أن ذلك يحدث كثيرا جدا، ولكن من غير الممكن أن نفعل ذلك دائما؛ لكثرة الأعضاء وكثرة الموضوعات والمشاركات.


وقد يقول آخر:
ولماذا لا تحاولون مناقشته في أخطائه وتبينون له وجه الصواب بهدوء؟
فالجواب:
أن ذلك يحدث كثيرا أيضا، ولكن من الصعب جدا -إن لم يكن محالا- أن نفعل ذلك في كل الموضوعات.



وقد يقول ثالث:
إن كثيرا من الموضوعات المحذوفة يوجد ما هو شر منها وأسوأ، ومع ذلك لم يحذف؟
فالجواب:
أن ذلك من وجهة نظرك أنت، وربما نخالفك فيها، وعلى التنزل نقول: لو كان هذا صحيحا لا يحتمل شبهة، فنحن لسنا معصومين، فلا ننكر أن ننسى أو يغيب عنا شيء، ولذلك ترى في جميع المنتديات هذه الأيقونة المثلثة التي تستعمل لتنبيه المشرفين على موضوع به خلل، فإذا رأيت شيئا من ذلك أيها العضو الكريم، فلا تبخل على إخوانك بالإفادة والتنبيه.



وقد يقول رابع:
إن هذه الطريقة توحي بمنهج صارم في التعامل مع الأعضاء، وتوحي بأن الموقع ذو توجه فكري واحد لا يقبل الاختلاف في الرأي، ولا يرضى بمناقشة الرأي والرأي الآخر، وفي هذا فساد عريض.
فالجواب:
أن نقول: لا يوجد مكان يبث فكرا في العالم وليس له توجه فكري! ومن قال بخلاف ذلك فهو بعيد عن معرفة الواقع، ولكن قد يكون التوجه الفكري أحيانا هو (اللا توجه!) بمعنى أن صاحب الإذاعة أو الموقع يبتغي مجرد الشهرة والانتشار بغض النظر عن الأفكار المعروضة، وهذا في حد ذاته توجه فكري مذموم.
ونحن في هذا المنتدى لنا توجه فكري واضح، وهو اتباع منهج السلف الصالح علما وعملا ورؤية وغير ذلك، فلا نقبل الطعن في الثوابت، ولا نقبل الإزراء بأهل العلم، ولا نقبل بث الشبهات فيما لا يحتمل الخلاف.
وإذا رأيت أحدا يقول لك: كل شيء يحتمل الخلاف، فهو يكذب عليك من غير شك، وحتى لو افترضنا جدلا أنه صادق، فلا شك أنه زنديق لا ينتمي إلى الإسلام؛ لأنه لا يشك مسلم في وجود أشياء لا تحتمل الخلاف.


وقد يقول خامس:
إذا كان من حقكم الحذف، فليس من حقكم التعديل؛ لأن هذه أمانة علمية، والكلام ينسب لقائله لا لكم.
فالجواب:
أن هذا الكلام صحيح، ونحن نلتزم به قدر الإمكان، فلا نحذف ما يتعلق بسياق الكلام، وإنما نحذف ما فيه خروج عن الموضوع، أو إساءة إلى الآخرين، أو نحو ذلك، ومن حق العضو أن يتظلم إن كان الكلام بعد التحرير لا يناسبه.


وقد يقول سادس:
ما الذي أعطاكم الحق في هذا الحذف والتحرير؟ المنتديات هذه مجالس عامة، لا فضل فيها لأحد على أحد.
فالجواب:
أن هذا توصيف خاطئ لمفهوم المنتديات، فالمنتدى كالمجلس الخاص، الذي دعاك صاحبه إليه واستضافك، فأنت ضيف وهو مستضيف، وأنت زائر وهو مزور، وإذا كان من حق الزائر أن يكرَم، فمن واجبه كذلك أن يلتزم بقواعد صاحب الدار، فلا يحق له أن يتكلم بغير إذنه، ولا أن يتكلم في شيء لا يأذن له فيه، ولا أن يتكلم بالطريقة التي لا يأذن له فيها.


والله تعالى أعلى وأعلم، وبه الهداية ومنه التوفيق.