( الصندوق الأسود )


بداخل كلٌ منا صندوقاً خاصاً يحوي على كل ما يخصه من أمور الدنيا
وهذا الصندوق يشبه الصندوق الأسود في الطائرات
ذلك الصندوق الذي نبحث عنه في حالة تحطُمها فهو يسجل المعلومات
ويحفظ آخر ما قاله الطاقم القيادي فيها من حالة الطقس
وأسباب الخلل وأمورٌ أخرى تفيد المحللين وتعينه على فهم مجريات الحادث...

والإختلاف بين صندوقنا والصندوق الأسود أن صندوقنا

لا يعلم ما فيه إلا رب العالمين وله حكمة في هذا التفرد الجليل
فهو القادر الحكيم العليم الغافر التواب الرحمن الرحيم الحليم
المتفضل علينا بكل النعم لا إله إلا هو لا شريك له في الحكم والأمر والقضاء ...

إن النفس و الروح البشرية أعمق من محيطات الكون

وأصعب تفسيراً منها وقد جعلها الله لهُ و إختص بمعرفة أسرارها
و إن تمكن الباحثين والعلماء من إكتشاف ما في المحيطات والبحار
والتوصل إلى أعمق نقطة فإنهم لم و لن يتمكنوا حتى الآن من معرفة سر
و ماهية النفس والروح فهي شيء عجيب الخلق وعظيم الصنع لا يعلمه إلا الله ...

يقول الله - عز وجل -:

{ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً }
[الإسراء: 85].

كما أنه من المستحيل أن نعرف ما سجلته الروح في ذلك الصندوق المُخبأ

في جوف الإنسان أو معرفة شيئاً منه ما لم يسمح الله و يأذن بذلك .....

فهناك صور ومواقف و لحظات ومعلومات و أسرار و حكايات

و ذكريات وخواطر و خيالات و آمال و طموحات تحضنها هذه الروح حتى الممات ....

تبقى الروح لُغز أو سر لله وحده ....
فسبحان من تخصص بالعلم كله والأمر كله والعظمة كلها ..