سوانح طبيب
في التدخين؟؟


د. سلمان بن محمد بن سعيد
عندما أرى أي مُدخن من الأقارب أو الأصدقاء والمعارف أشعر بالإشفاق عليه؛ ويجول بخاطري أمران؛ الأول غفلة المدخن عن خطورة ما يفعل بصحته؛ والأمر الثاني خبث واتقان شركات التبغ لوسائل إغرائية لإيقاع الناس في عادة التدخين؛ بعكس ماكنت أشعر به في الماضي؛ فقديما كنت أغضب وأتهم عقل المدخن بالجهل والحمق؛ فكيف يقوم بعمل يؤذي صحته وصحة غيره؛ وقد يكون هذا الغير أقرب الناس إليه؛ فقد رأيت عدة مرات من يحمل ابنه أو ابنته الصغيرة بيد وفي يده الأخرى سيجارة تشتعل وتبث السموم في ذلك الجسد الغض؛ ولا أنسى في إحدى المرات رضيعة صغيرة كانت تتتبع وتحاول الإمساك بالدخان الخارج من فم أبيها؛ والأب يحتضنها ويضحك (ببلاهة) على ماتقوم به ابنته الصغيرة من حركات بريئة؛ ومع الوقت ومشاهدة الكثيرين ممن يدخنون السجائر والشيشة وسماع حكاياتهم مع تلك العادة السيئة التي ابتدأوها بتجربة شيء جديد للعبث واللعب ليس إلا؛ تأكد لي انهم أُبتلوا بتلك العادة ويتمنون الإقلاع فلا يستطيعون (أوله دلع وآخره ولع) فأصبحت (بيني وبين نفسي) أدعو الله لمن اُبتلي بالتدخين بأن يكون في عونه ليتوقف؛ خاصة إن كان المدخن يتمتع بصفات الصلاح والرجولة والشهامة؛ ويعيبه (عند الآخرين وعند نفسه) انه مُدخن؛ ويستوقفني كثيرا كل مايصدر (إعلاميا) عن التدخين والمدخنين؛ لعل آخرها اختراع سعودي واعد للاقلاع عن التدخين؛ على شكل كبسولات لقي صدى عالميا شاهدته في قناة العربية؛ حذر الدكتور عبد الله بن محمد البداح المشرف العام على برنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة من تزايد مخاطر تعرض الناشئة لمخاطر التدخين؛ وأن 30% يتعرضون للتدخين القسري بالمنازل وغيره من أرقام وإحصائيات مخيفة جاءت نتيجة استبيان ومسح عالمي عن استعمال التبغ في المملكة؛ والدكتور عبدالله زميل قديم وأعرف فيه كُرهه لعادة التدخين منذ كنا طلبة في سنوات الدراسه الأولى (نهاية السبعينيات الميلادية) ولا غرابة في كونه هذه الأيام مُشرفاً عاما على برنامج مكافحة التدخين في وزارة الصحة؛ فكان الله في عون الجمعية ومشرفها؛ فهي تخوض حرباً شرسة مع شركات تبغ عالمية تمكنت من زرع سمومها في العالم الثالث وبقوة؛ بعد أن خسرت الكثير من مواقعها في الدول المتقدمة؛ وإلى سوانح قادمة بإذن الله.

المصدر
http://www.alriyadh.com/2008/06/28/article354425.html