ايه الاخوة الكرام على الرغم من ذكر القرآن للأمم والشعوب البائدةِ وحديثهِ عن الشرائع والرسالات السابقةِ، إلا أنه كان له تركيزٌ أكثر واهتمام أكبر بأمةٍ واحدةٍ من الأممِ، إنه ما من أمةٍ من الأمم تناول القرآنُ تفصيل نشأتها وتاريخ تكوينها وبيان أحوالها وخصائص شخصيتها ودقائق مواقفها ودخائل نفوس أفرادِها مثل أمةِ اليهود.
ايه الاخوة لقد تكرر ذكر اليهود وبيانُ حالِهم في أكثر من ثلث سور القرآن الكريم بسطًا وإجمالاً وتصريحًا وتلميحًا، فها هي أول سورةٍ في القرآن فاتحةُ الكتابِ التي يكررها المسلمون يوميًا في كلِ فريضةٍ من فرائضهم ونوافلهم يردُ البيان الإلهيُ عن انحراف اليهود والنصارى، ويلتجئ المؤمنون إلى ربهم أن لا يسلكَ بهم سبيلهم حيث قال الله تعالى، (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ).وللموضوع بقية والكم فائق التحية ونعتذر عن الغياب .