الوقفة الثالثة
وحفظ الله لعبده يدخل فيه نوعان: أحدهما حفظُه له فى مصالح دنياه / كحفظه فى بدنه وولده وأهله وماله.وقد يحفظُ الله ذرية العبد بعد موته بصلاحه، كما في قوله تعالى (وكان أبوهما صالحاً) [الكهف 82] قيل إنهما حُفظا بصلاح أبيهما.
فمن حفظ الله حفظه اللهُ من كل أذى. قال بعض السلف: من اتقى اللهَ فقد حفِظ نفسه، ومن ضيّع تقواه فقد ضيع نفسه والله غنىٌ عنه.
والنوع الثاني من حفظ الله للعبد آخى القارء الكريم وهو أشرف النوعين: حفظ اللهِ للعبد فى دينه وإيمانه، فيحفظه فى حياته من الشبهات المُضِلة ومن الشهوات المحرَّمة المُذِلة، ويحفظ عليه دينه عند موته، فيتوفاه على الإيمان، وفى الجملة فإن الله عز وجل يحفظُ المؤمن الحافظ لحدود دينه، ويحولُ بينَه وبين ما يفسِدُ عليه دينه بأنواع من الحفظ. قال ابن عباس فى قوله تعالى (واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه) [الأنفال 24] قال : يحول بين المؤمن وبين المعصية التى تجره إلى النار. وقال الحسن – وذكر أهلَ المعاصي -: هانوا عليه فَعَصَوه، ولو عزُّوا عليه لعصمهم.
وللحديث بقية ولكم مني اطيب تحية