تمضي بنا الأيام ونحن نسرع الخطى نحاول أن نلحق بركب
هذ السرعة التي طغت على كل أحوالنا
زمن سريع وحياة مليئة بالصخب صراع من اجل البقاء



ومع ذلك تمر علينا بقايا الامس بعبق الماضي الجميل
بذكريات لاتنسى باحلامنا البسيطة ..وأمنياتنا البريئة
تللك الليالي الجميلة..وتلك القلوب النقية ..تللك الضحكات
التي تلمحها ببيتك وعملك وحتى في الطريق
بقايا الامس..
وقت صفاء الأرواح..ونقاء الكلمات
وقتها كان للصداقة وهج وللإخوة نبض وللقرابة اشتياق
أين نحن من أمس؟




هذا الزمن قد يروق للبعض لأنه زمانهم ولم يعرفوا غيره
ولكن أمثالي أغرقهم حنين الأمس... بقاياه تتجلى بذكريات
نحن على عتبة اكتفاء بما حولنا
أو انزعاج بما نراه يأسرنا ولانملك منه الخلاص
مأسورين بواقع يقيدنا
وبصراع اتعبنا بأفكار سكنت عقولنا من أمسنا الجميل
وبين ضرورة مسايرة الركب حيث لانوصم بالتخلف ورفض الجديد



أين هو الأمس الجميل؟
حين كانت مجالسنا كانت تعج بحديث الحب وروح الألفة والود
الان اصبحت حواراتنا مع أجهزة بلهاء تعصف بوقتنا وعواطفنا
لاصديق ولاحبيب ولا أخ مكانهم فارغ لايملؤة سوى جهاز
نبادله تحية الصباح ونحاوره ليل ونهار الا من رحم ربي



أين هو الأمس الجميل..
حينما كانت قوبنا مطمئنة...وعقولنا بأمان
محصورين بمكان عرفنا اركانه وارضه وسماه
ليس كما الأن نحن والعالم باجمعه على اريكه واحده نتبادل مايليق ومالايليق الا من رحم الله



أين هو الأمس الجميل..
حيث كان للطبيعة جمال وللأزهار رائحة وللتغريد نغم
لقد طغت المساحات السوداء واستطالت الحجارة وتشبعت بالحديد
ازكمت انوفنا أبخرة الحضارة والتطور..أصبح الصخب
والضجيج يطغي على اسماعنا ويخرس السنتنا حتى بالحدائق




أين هو الأمس الجميل؟
حينما كان الصباح صباحا والليل ليل

تزاحمت الأوقات واصبحنا ننظر للشمس ونبحث عن القمر
حتى نعرف أين نحن على مساحة الزمن
نغرق بساعات النوم صباحا ونستيقظ مع بداية المساء
نعطل أليه الكون التي ارتضاها الله لنا رحمة بأجسادنا وبارواحنا
زمن اليوم لكل شخص صباح ومساء وفق هواه
إلاَّ من رحم ربي



أين هو الأمس الجميل..
حينا كنا نبتسم لمن نعرف والاكثر لمن لانعرف
كانت التحية للجميع والسؤال للجميع لا احد يتعثر
ولا احد يضيع الدرب ولا أحد يحتاج
اليوم لاتجد من يعينك ولا يدلك ولا من يبحث عنك
إلاَّ من رحم ربي



مما راق لي,,