أذكر جيداً كيف كنت أبعثر مشاعري وأغضب منك .
أغضب منكِ كثيراً أنتِ المغلفة بالصمت ..
أنتِ المنطوية فالبعيد ..
كنت أحتار فيك , وأحاول كثيراً وجداً ..
أتذكرين؟ أتذكرين ؟
كم مرةً ناديتك وكم مرة سألتك وكم مرة ألحيت عليك ؟
وكنتِ تصمتين ..
كنتِ تغرقين في دواخلك وتدعيني أطفو بعيداً عنك .
كنت وقتها ثائرة جداً , وقوية جداً , وملونة جداً
وباسمة جداً , وصغيرة جداً .
كنت لا أفهم كيف يحزن الناس وكيف يعجزون عن التعبير .
كنت لا أفهم كيف يصمت الانسان وهو يملك لسان وقلب .
كنت لا أفهم .ولكني فهمت الآن .
فهمت الآن , واصبحت أعجز عن الحديث ..
أنا التي ما زالت تملك قلباً ولسان ..
اصبحت أصمت أنا التي تعودت على أن تصرخ كثيراً ..
أنا التي ماعدت ثائرة جداً , ماعدت قوية جداً , ماعدت ملونة جداً
وماعدت باسمة جداً وماعدت صغيرة جداً .
ولكني أحاول , أحاول لكي أتشبث بالصورة
التي أعرفها وعرفتيها .
ظننت لفترة طويلة بأن ذلك مستحيل ..
ولكن وجودك بالقرب يشعرني بأنني سأستطيع .