الغيبة وأكل لحوم الناس والوقوع في أعراضهم وذكرهم بما يكرهون امور محرّمة بنص الكتاب والسنة
قال الله تعالى (وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ
إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ }****
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ :« أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟ ». قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ :« ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ ». قِيلَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِى أَخِى مَا أَقُولُ؟ قَالَ :« إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ بَهَتَّهُ ».****
والغيبة أصبحت فاكهة المجالس، فﻼ‌ تحلو بعض المجالس إﻻ‌ بها، فيقال: فﻼ‌ن فيه كذا، وقال كذا، وفعل كذا، ... مما يكرهه فﻼ‌ن
وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم المغتاب يعذّب في قبره
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « لَمَّا عُرِجَ بِى مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمِشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ فَقُلْتُ مَنْ هَؤُﻻ‌َءِ يَا جِبْرِيلُ قَالَ هَؤُﻻ‌َءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ وَيَقَعُونَ فِى أَعْرَاضِهِمْ ».****
وهي من أقبح اﻷ‌مراض انتشارا بين الناس، وﻻ‌ يسلم منها إﻻ‌ القليل، فالواجب على النفس أن تتخلّى عن هذه الخصلة الذميمة، وأن تقلع عنها، وأن تطلب الحِلّ ممن وقعت فيه، وإن لم يتيسر ذلك وإﻻ‌ فالدعاء له حتى يرى أنه قد أوفاه حقّه .
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
وصلى الله وسلّم وبارك على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .