مما يجب أنتتخلّى عنه النفس: الكِبْر
وهو : بطر الحق وغمط الناس ، أي ردّ الحق واحتقارالناس والنظر لهم نظرة دونية مهينة
وهي صفة فرعونية مقيتة، فقد سأل مستكبراً فينفسه محتقراً لموسى عليه السﻼ‌م {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَمَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ }الزخرف52
وهو منازعة لله تعالى في صفة من صفاتهﻻ‌ تنبغي إﻻ‌ له سبحانه، ففي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري وأبى هريرة رضي اللهعنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( قال الله عَز وجلَّ : العِزُّ إِزارِيوالكِبرِياءُ رِدائي ، فَمن نَازعني بِشيءٍ مِنهُما عَذبتُه ) .
ولذا لما نازعواالله تعالى في كبريائه ، وأرادوا أن يكون لهم ما لله منالكبر
****
كان جزاؤهمأنهم يحشرون يوم القيامة أمثال الذر****
فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عنالنبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يُحشرُ المُتكَبِرون يَوم القِيامةِ أَمثالَالذَّر فِي صُورة الرِّجال ، يَغشاهُم الذُّل مِن كُل مَكان ، يُساقُون إِلى سِجنِمِن جَهنَّم يُسمَّى : بُوْلَس تَعلُوهُم نَار اﻷ‌نْيَار ، ويُسقَون مِن عُصارَةأَهلِ النَّار ، طينةَ الخَبال )
بل إن من أقبح الكبر هو : كبر الفقراء الذينيجارون غيرهم ويريدون أن يكونوا مثلهم ،فتجد البعض منهم ﻻ‌ يجد شيئا ومع ذلك يحمّلنفسه بالديون المرهقة وباﻷ‌قساط الكثيرة حتى يتعالى مثل باقي الناس المترفين ، بليصيبك العجب حين ترى الفقير يجهد نفسه حتى يكون له من العمل بل لربما من الفسادأكثر مما للمترفين اﻷ‌غنياء****
ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي اللهعنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « ثَﻼ‌َثَةٌ ﻻ‌َيُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَﻻ‌َ يُزَكِّيهِمْ - قَالَ أَبُومُعَاوِيَةَ وَﻻ‌َ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ - وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ شَيْخٌ زَانٍوَمَلِكٌ كَذَّابٌ وَعَائِلٌ مُسْتَكْبِرٌ ».
فينبغي للمسلم أن يعرف قدر نفسه ،وأن ينزل الناس منازلهم التي أنزلهم الله إياها ، وأن يستشعر أخوّته للمسلمين وﻻ‌يتعالى عليهم
فالواجب على النفس أن تتخلّى عن هذه الصفة الذميمة التي تجنيبالخسار على صاحبها في الدنيا واﻵ‌خرة****
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .
وصلى الله وسلّم وبارك على رسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .