26 ذو القعدة 1433-2012-10-1209:14 PMمطار القنفذة.. "كان صرحاً من خيالٍ فهوى"..!اﻻنتظار من أصعب اﻷمور، وأثقلها على النفس البشرية، ولكن اﻷمل هو البلسم الشافي الذي يخفف عنا ألم اﻻنتظار، ويقلل من وطأته على نفوسنا؛ فنحن نتحمل همّ اﻻنتظار أمﻼً في تحقيق ما نريد. وبخاصة أن ما نريده وما نطمح إليه حق شرعي لنا، ومطلب منطقي، وقد اتُّخِذت التدابير كافة لتنفيذه، ولم يبقَ سوى لحظة البدء في التنفيذ؛ فنحن نتلهف ﻹعﻼن البداية، ولكن بقدرة قادر تنقلب هذه اللحظة إلى إعﻼن "وفاة" المشروع بحجة أن المدينة ليست بحاجة إليه؛ بسبب قربها من مشروع مماثل. قمة الصدمة..!! قمة اﻹحباط..!! قمة كسر النفس..!! هذا ما حصل بالضبط ﻷهالي "القنفذة" قبل أيام قليلة؛ فبعد أن كانوا ينتظرون، بل ويتحرقون شوقاً ﻹعﻼن بدء تنفيذ مشروع "مطار القنفذة" يخرج عليهم مَنْ ينتظرون منه البشرى ليصعقهم بقرار إيقاف المشروع؛ لعدم حاجة المنطقة؛ بسبب قربها من مطار الباحة، وهذه ﻻ تعدو كونها وجهة نظر شخصية لرئيس هيئة الطيران المدني - مع احترامي الشديد لشخصه – ﻷن؛ الواقع، والعقل، والمنطق تنسف ما قال تماماً، وباﻷدلة والبراهين؛ فالواقع الفعلي يقول إن مدينة: - يبلغ عدد سكانها أكثر من "273 ألف نسمة". - ويتبعها "11" مركزاً. - وأقرب مطار عن بعض مراكزها يتجاوز الـ"300 كلم". - وهذه المسافة وعرة جداً بل تشمل أصعب عقبة "عقبة الباحة". بﻼ أدنى شك هي بحاجة ماسة، وماسة جداً، لمطار يخدمها. أما العقل والمنطق واﻷدلة والبراهين فتقول بأن: - هيئة الطيران المدني نفسها أقرت حاجة المنطقة لهذا المطار - وفق دراسة الجدوى - التي أعدتها قبل بضع سنوات..!! فكيف تحتاج إليه المنطقة قبل سنين مضت وتنتفي الحاجة له اليوم؟!!!! - وليست دراسات الهيئة فقط التي أثبتت حاجة المنطقة للمطار، بل إن مجلس الشورى أقر ذلك، وصادق على ضرورة إقامة المشروع. فكيف يقره مجلس الشورى قبل سنوات وتنتفي له الحاجة اليوم؟!! - وتعدى اﻷمر ذلك إلى إدراجه ضمن الميزانية قبل سنتين، وتحديداً في ميزانية عام "1431-1432هـ". فكيف يدرج في الميزانية قبل سنتين ولم يُنفَّذ؟!!! ﻻ، وتنتفي الحاجة إليه اﻵن بعد إدراجه في الميزانية قبل سنتين.. "عجبي"..!!!! وكيف يُحدَّد مكانه، وينتظر اﻷهالي فقط وضع حجر اﻷساس له، وبعد ذلك تنتفي الحاجة إليه؟!!.. سبحان الله العظيم..!! كل ما مضى يثبت الحاجة الماسة ﻹقامة مشروع "مطار القنفذة"؛ فعلى هيئة الطيران المدني القيام بمسؤولياتها على أكمل وجه، وإعطاء الناس حقوقها، والبدء الفوري بتنفيذ المشروع. كما أنه يثير تساؤﻻت عدة: - كيف يُقَرُّ مشروعٌ من ذوي اﻻختصاص "هيئة الطيران المدني"، ويُصادَق عليه من السلطة التشريعية "مجلس الشورى"، وتُرصد ميزانيته قبل سنوات وﻻ يُنفَّذ؟!!! - وكيف تقره كل هذه الهيئات وينفي الحاجة إليه شخص واحد؟!!!! - وكيف يُقَرّ قبل سنوات وتنتفي الحاجة إليه اﻵن؟!!!! - أين التخطيط؟!!! - أين تقديم المصلحة العامة؟!! - إلى متى سينتظر أهالي القنفذة؟!!! - وهل سيتحقق حلمهم الذي طال انتظاره، وأصبح سراباً بعد أن كان واقعاً!! أم ﻻ؟!.. - وهل سيُنفّذ مشروع "مطار القنفذة".. أم أنه.. "كان صرحاً من خيال فهوى"؟!!! ****وفي الختام.. أتمنى أن ينعم أهالي هذه المدينة بما ينعم به اﻵخرون، وتتحقق أمنياتهم برؤية الطائرات تحلق في سماء "غادة الجنوب". وأهمس في أذن كل مسؤول مذكراً إياه بقول الحبيب محمد - صلى الله عليه وسلم -: "أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ...".
الكاتب الاستاذ: ساير المنيعي