شهداء "الثورة السورية".. أحياء في منى
منى: محمد المرعشي
بعد أن ضحى سوريو الداخل بأرواحهم في سبيل رفع الظلم عنهم لقاء بطش النظام، رد المغتربون منهم الجميل، بتقديم "أعظم الهدايا" لشهداء ثورة سورية، "هم أبطال يستحقون أن نحج من أجلهم"، أو هكذا يقول السوريون المقيمون في المملكة بعد أن توافدوا للمشاعر المقدسة من أجل تأدية الفريضة عن الشهداء.
الحاج محمد استأذن رب عمله في جدة أن يحج عن شهداء سورية فوجد منه قبولا ومساندة، فاستشار أصدقاءه من بني جلدته، بأن يرافقوه لنصرة سورية وأهلها المظلومين بالدعاء لهم "بالنصر والتمكين"، ورد الجميل لمن يضحي بحياته من أجل حريتهم، خرجوا خمسة أشخاص للحج ليس معهم إلا متاعهم ومبلغ قليل جمعوه من ما تبقى لهم من رواتب كانوا يدخرونها "للأيام السوداء"، ليتوجهوا إلى بيت الله الحرام ومن ثم إلى المشاعر المقدسة لأداء فريضة الحج عن الشهداء.
وكان أن يسر الله لهم الأمر، ووصلوا إلى عرفات ومن ثم منى لإكمال النسك، حيث يقول الحاج محمد، إنهم يبتغون الأجر من الله، وأن يتقبل منهم هذه الحجة نيابة عن الشهداء الذين قضوا في الثورة، ويضيف محمد "وجدنا أن عددا كبيرا من السوريين من مختلف مناطق المملكة وقعت في نفسهم ذات الفكرة وجاؤوا لتنفيذها، وأن هناك من أتى ليحج عن قريب له استشهد بيد قوات النظام السوري، وأن هناك من نوى تقديمها نيابة عن شهداء لا يعرف عنهم سوى أنهم يريدون لأهل سورية حياة كريمة".
وقال "رغم أن الحج عبادة لله خالية من أي مظاهر سياسية أو أيديولوجية، وكما كنا نفتخر بنظرات الحجاج لنا ودعائهم لنا بالنصر على الظالمين، كنا متأكدين أن الحاج بهذا العمل سينال كامل الأجر عند الله تعالى، بأن أدى فريضة الحج ومات شهيدا.
ويستطرد قائلا "نأمل أن لا يأتي الحج القادم إلا وسورية وأهلها في أمان عبر زوال "حكم الظلم"، الذي كنا نأمل أن يقدمه الأبطال كأضحية للشعب السوري في هذا العيد، يذكر أن عدد الحجاج السوريين شهد تناقصا كبيرا في حج هذا العام بعد أن عطلت الأحداث في سورية قدوم العدد المحدد لسورية في الحج.