الخــائــن

حدثني جدي قائلا :
قام صياد الطيور بإستخدام أحد الطيور من نوع ( الحجل ) ودربه بشكل متقن للقيام بحركات راقصة وإحداث أصوات مفرحة . لجذب الطيور من أبناء جنسه ليوهمهم بوجود الكلأ والماء .
أخد الصياد هذا الطائر معه وذهب إلى البراري لينصب شباك صيده هناك
ثم وضع هذا الطائر المدرب ليقوم بعملية المناداة على الطيور الأخرى ويجذب إنتباهها بحركاته وصوته .
حتى إذا توهمت
الطيور بوجود الكلأ والماء وشعرت بالأمان المزيف حطت بقربه أسرابا أسراب .
وعندها يقوم الصياد الماكر بصيدها .

وفي إحدى المرات كان يمارس هذا العمل . شاهده أحد الرجال الصالحين فاندهش مما رآى من مكر وخداع وخيانة .
فطلب هذا الرجل من الصياد أن يبيعه هذا الطائر .
فرفض الصياد ذلك ، وبدأ الرجل يغري الصياد ويزيد له السعر حتى وصل إلى سعر خيالي .
وهنا إقتنع الصياد ببيع الطائر .
أخذ الرجل الصالح هذا الطائر وربطه إلى جذع شجرة وقام بتقطيعه بالسيف ( وسط دهشة الصياد وذهوله ) وهنا سأله الصياد :
لماذا دفعت كل هذه الاموال لشراء هذا الطائر ومن ثم تقتله ؟ !
إبتسم الرجل الصالح وقال له : ان هذا الطائر خائن .
خان أبناء جنسه وقام بإستدراجهم وتضليلهم ليكونوا طعما سهلا لسيده .
إنه أوقع أخوانه في المصيدة والتهلكة إرضاءا لسيده الصياد .
فهو لايستحق الحياة .
وهذا مصير كل خائن .
وركب فرسه وإنصرف .
وإلى هنا إنتهت حكاية جدي .
نظرت بإمعان إلى وجه جدي وإلى تعرجاته وتقاطيعه . .
شاهدت الدم يجري في عروق وجهه بحرارة وكأنه يفور غضبا وحنقا .
جدي مالذي حدث ؟
كأنك أنت هذا الرجل الذي أعدم الطائر ؟
قال جدي :
لست أنا ياولدي ولكني أتسائل كم يلزمنا من الرجال على شاكلة هذا الرجل الصالح لنتخلص من الخونة في بلادنا العربية والإسلامية ؟
فالخونة أصبحوا في كل مكان وهم الذين يأمرون .
وهم أصحاب القرار .......

ابو هاني
صياد دمشق