مخاطر الإدمان على الألعاب الإلكترونية




تثار حالياً، وعلى أعلى المستويات، ضجة عالمية، نتيجة الأضرار الجسيمة الناجمة عن إدمان بعض الألعاب العادية والالكترونية، ذات الذبذبات الاشعاعية المؤذية.. بعدما ثبت بالدليل القاطع أنها تؤدي إلى نزعات عدوانية وميل إلى ممارسة العنف والتمرد وعدم الانضباط السلوكي،
والحد من نمو الأطفال جسدياً وذهنياً، واستنفاد طاقتهم في التحصيل العلمي، وتبين أيضاً بأن جهاز المناعة لديهم يعمل بأقل من طاقته، أي إن احتمال التقاط فيروسات مرضية وجرثومية ارتفع 95 بالمئة، قياساً إلى وضعهم قبل تمضية هذه الجلسات الماراتونية أمام الشاشات المضيئة.‏

لذلك حذر كبار الاختصاصيين من خطورة الإدمان على مثل هذه الألعاب التي تشمل آلاف الأنواع المتجددة والمثيرة والمغرية.. ليس فقط للأطفال ،بل حتى البالغين والكبار أيضاً.‏

وتشهد صناعة هذه الألعاب الالكترونية العنيفة ازدهاراً واسع النطاق في جميع الأوساط.. لأن كبار المصنعين لتلك الألعاب، يستخدمون المختصين والبارعين في ترويج منتوجاتهم من الألعاب، عن طريق استقراء أذواق المستهلكين من الأطفال البالغين في محاولة لمضاعفة أرقام مبيعاتهم.‏

وفي الوقت الذي تتسابق الشركات العالمية الكبرى للهيمنة على أسواق الألعاب، فإن عدداً من كبار علماء التربية والصحة العامة يطالبون بعدم إنتاج وتسويق ألعاب مؤذية.. نظراً للأضرار الجسدية والسلوكية والنفسية التي تسببها.‏

إن الألعاب عامل ضروري مهم لنمو الطفل جسدياً وذهنياً، ولكن بشرط أن يراعى حسن اختيار هذه الألعاب اختياراً علمياً وصحياً، لا أن يترك ذلك لأذواق الأطفال، الذين يميلون إلى الألعاب المؤذية، نتيجة الإغراءات الجذابة المستخدمة.‏

وركز كبار علماء التربية على ضرورة فرض رقابة صارمة على هذه التجارة الرائجة، للتمييز بين ماهو مفيد، وما هو مضر، ولتسويق ألعاب تربوية تشوق الطفل، وتحثه على الفهم والمعرفة، وتنمي مواهبه في حب الاكتشاف والاطلاع، لا مجرد اللهو وهدر الوقت والمال والطاقات الجسدية والفكرية دون أي طائل.‏

ومن المتوقع وضع اتفاق دولي يمنع إنتاج وتسويق الألعاب المؤذية، ويدعو إلى صناعة ألعاب ذات فوائد علمية وثقافية.. فهل يتحقق ذلك قريباً؟‏

ابو هاني
صياد دمشق