المجالس البلدية تتوارى خجلاً!!
بقلم الشيخ \ محمد أحمد الناشري
علينا أن ندرك أن هذه المجالس تكليف وليست تشريفا، فقد اختير العضو بعد خوضه انتخابات تخلَّلتها وعود، فخسر من خسر وفاز من فاز والبقية بالتعيين، ليكونوا رافداً فعالاً لصوت جميع المواطنين، وليس لخدمة من رشّحوه فقط.
عرفتُ رجلاً يتمتع بأخلاقٍ فاضلة وعلم غزير، كان قد تم تعيينه عضواً ببلدية القوز ثم عُين رئيساً للمجلس، سررتُ كثيراً بوجوده، ولكن بعد بضعة أشهر سمعتُ أنه تقدَّم باستقالته، وعندما وُجه له سؤال عن سبب الاستقالة أجاب: إنها أمانة وطن.. لم ينظر للمكافأة بقدر ما نظر للأمانة، أحيي فيه هذه الروح، وهو مدير مكتب التربية والتعليم بالقوز حمد الشقيفي، تأكدوا أنه لا تربطني به مصلحة ولا زمالة، ولا أراه إلا في المناسبات، المجالس البلدية أمانة وكذلك كل موقع يعمل به أي موظف بجهةٍ حكومية أو بالقطاع الخاص سواءً كان موظفاً عادياً أو مسؤولاً، فلديه أمانة يحملها وسيُسأل عنها يوم القيامة.نحن في العام الثاني تقريباً من عمر المجالس الحالية، ولم نلمس سوى الاجتماعات التي تُعقد بدقة في وقتها دون تأخير، أما حال الرؤى وبعض المشروعات المُتعثرة فلم نجد لها تَحرُّكا يذكر على أرض الواقع، وأقول بهذا الخصوص: إذا لم يستطع المرء أن يؤدي أمانته فليعتذر عنها لإعطاء غيره الفرصة لخدمة الوطن والمواطن، بعض الأعضاء ليس لديهم خبرة ودراية كافية بعمل البلديات، وقد يتسبب هذا الجهل بالشيء بتضييع فرص كثيرة على الوطن.. وقد نرى مُرشحاً قدَّم وعوداً، منها ما هو خارج عن صلاحياته، المهم أن يُرشَّح -فقط- كعضو مجلس بلدية ويحظى بالمكافأة، والمواطن الذي رشّحه يطلّ من خلف الأسوار ويتحسَّر على تلك الوعود، (إنّا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا).وأخيراً.. إن قيادة هذا البلاد المباركة سخَّرت كل الإمكانات لراحة المواطنين، فعلينا جميعاً أن نؤدي أمانتنا.
http://www.al-madina.com/node/454835/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D8%A7%D9%84%D8%B3-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B1%D9%89-%D8%AE%D8%AC%D9%84%D8%A7%D9%8B.html
رد مع اقتباس
