السلام عليكم ورحمة الله وركاته
00
هذه القصةواقعية
حدثت في عهد الخليفة هارون الرشيد ،
عندما كان عالم يجول في مختلفالبلاد ، يناظر علماءها ويتغلب عليهم ، حتى ذاع صيته ، وانتشرأمره ،وصار يخشاهالعلماء في شتى الأقطار،
ولما علم علماء بغداد أن هذا العالم موجود الآن فيإيران ، يتحدى علماءها ، اجتمعوا ليتفكروا فيما بينهم ، ليتدبروا الأمرحتى يتخلصوامن الفضيحة إذا ما
هزموا أمام هذا العالم في حضرة الخليفة ، فقرروا أن يأتوابرجل ليس بعالم ، ويجعلوه يتصدى للعالم القادم من إيران ، وذهبوا إلى بائع بيض فيأحد أسواق بغداد ،
وعرضوا عليه أن يلبسوه ملابس فاخرة، ويعطوه ما يرضيه منالمال، فقبل الرجل ، ووضع ما بقي معه من بيض في جيوب اللباس الجديد الذي اشتروه له،
وأخذوه لمواجهة العالم الذي حضر من توه أمام الخليفة .
وبدأت المناظرةالتي قرر فيها العالم القادم من إيران أن تكون المناظرة بالإشارة ،
فكانتأول إشارة منه أن مد اصبعه قي وجه بائع البيض ،
فرد عليه البائع بأن مد اصبعيه فيوجه العالم ،
وكان الاختبارالثاني ،
بأن أشار العالم باصبعه إلى السماء ، فردعليه بائع البيض بأن إشار باصبعه إلى الأرض،
وكان الاختبار الثالث ، بأن أخرجالعالم من كيس معه دجاجة ، فرد عليه بائع البيض بأن أخرج من جيبه بيضا.فذهل العالم،
وقال للخليفة : أشهد أن هذا العالم (ويقصد بائع البيض) قد هزمني ، ولم يهزمنيأحد قبل ذلك .
وقد فاز بائع البيض بمكافأة مجزية من الخليفة .ولما انفض المجلس،
عاد الخليفة واستدعى العالم ،
وسأله : ماذا قلت له بهذه الإشارات،
وماذا قال لك ؟ قال : لما مددت له اصبعا واحد ، قلت له : أن الله واحد ، فردباصبعيه ، يعني أن الله لا ثاني له ، ولما رفعت اصبعي إلى السماء ،
كنت أقول له : إن الله رفع السماء، فرد بأن أشار باصبعه إلى الأرض ، يقصد بذلك ، أن الله بسطالأرض ،
فلما أخرجت له الدجاجة ، كنت أعني أن الله يخرج الحي من الميت ، فأخرجالبيضة ويعني بذلك ، أن الله يخرج الميت من الحي.
وفي اليوم التالي استدعىالخليفة ، العالم الآخر
( بائع البيض )
وسأله : ماذا قال لك ذلك العالم بهذهالإشارات ،
وماذا قلت له ؟،
رد بائع البيض قائلا : لما رفع اصبعه في وجهي ،يقول لي : سوف أقلع عينك ، فمددت له اصبعين ،
أقول له بذلك : سأقلع عينيكالاثنتين ، ولما رفع اصبعه إلى السماء ،
يقول : سوف أرفعك إلى الأعلى ، فأشرتباصبعي إلى الأرض ، أقصد بذلك أنني سأهوي بك إلى الأرض ، ولما هددني في الإشارةالثالثة بأنه قوي يأكل دجاجا ،أفهمته عندما أخرجت البيض ، بأنني أيضا آكل بيضا .
وهكذا ،
الحدث واحد والفهم مختلف ،
وما أكثر ما يحدث هذا في حياتنا
اليومية ، يشاهد أحدنا أمرا وكل واحد فينا يفهمه بشكل مختلف ، ومن هنا يحدث الكثيرمن الشقاق والاختلاف بين الناس ، ومن أجل ذلك نسمع كثيرا من أمثال هذه العبارات : أنا لم أقصد ذلك ، انت فهمتني غلط
00
أعجبتني القصه
فنقلتها لكم