أنظروا لهذه الفائدة العظيمة ،، واللفتة الرائعة ،، والخاطرة المبهرة ،،



(توفّنِي مُسلِمًا) :
لعل من أمارات صدق الحُبّ: تمنّي ورود الموت على حالٍ حسنةٍ لا لضرٍ نزل أو لبأسٍ أصاب! ولكن شوقًا إلى لقاء الحبيب عز وجل

وهذا ما كان من يوسف عليه السلام
ضاقت به الدنيا فلم يقل "توفني"
أُلقي في الجبّ فلم يقل "توفني"
أقيمَ للبيع في سوقٍ من يزيد؛ وهو الكريم ابن الكريم ابن الكريم فلم يقل "توفني"
واتُهِمَ في شرفه وعرضه ولم يقل "توفني"

ثم لما تمّ له الملك، واستقام له الأمر، ولقي الأخوة سُجدًا له، وألفى أبويهِ على العرش عنده، وطابت له الحياة، قال: (توفّنِي مُسلِمًا)

فـ عُلم أن حبّه للقاء الله كان عنده أجلّ من النعمة التي حدثت له،
فلله حبُّ الأنبياء ما أنبله، وإيمانهم ما أعظمه.

* الشيخ: ناصر العمر - كتاب: آياتٌ للسائلين.