عن مطار القنفذة بقلم الناشري

مطار القنفذة يا سادة! بقلم الكاتب الصحفي احمد الناشري

كتب هذا المقال وأنا أثق تمام الثقة، أنه سيمر كغيره من المقالات والتحقيقات والأخبار والتصاريح الصحفية المتعلقة بمشروع مطار القنفذة، التي ذهبت جميعها أدراج الرياح دون أن تطل هيئة الطيران المدني على أهالي القنفذة، وتوضح وبشكل مباشر لماذا تم تعطيل هذا المشروع الحيوي، ومتى سيتم البدء في تنفيذه، على الرغم من اعتماده قبل أكثر من أربعة أعوام.
ولكن ما يدفعني للكتابة هو حجم المعاناة التي يجدها الأهالي في سفرهم من وإلى محافظتهم الساحلية، وأكاد أجزم أنه لا توجد عائلة من العوائل الساكنة في محافظة القنفذة إلا وقد تجرعت مرارة فقد أحد أبنائها في أحد حوادث السير التي يشهد عليها طريق الساحل، بل وأكاد أجزم أنه لا توجد قرية من قرى محافظة القنفذة إلا وقد شيعت جنازة ما بين الفينة والآخرى يكون سببها أحد حوادث السير على الطريق الساحلي.
أعلم بأنه لا يوجد أقسى من أن يفقد الإنسان أحد والديه، أو أن يفقد الوالدان أحد أبنائهما، وقس على ذلك فقدان الأخ والزوج والصديق وغيره، وهذا الأمر كثيراً ما يراه أهالي القنفذة بسبب أن الكل في القنفذة لا يوجد لديه خيار آخر للسفر غير السفر عن طريق البر وخوض رحلة الوصول أو اللا وصول.
أوجه حديثي لهيئة الطيران المدني، وأنا هنا أتحدث عن جانب إنساني فقط، ولم أتحدث عن الجوانب الأخرى، ولعل أهمها الجانبان الاقتصادي والاستثماري، الذي كان من الممكن أن نرى فيه القنفذة واحدة من المحافظات الاقتصادية ذات الفرص الاستثمارية الكبيرة فيما لو كان فيها مطار.
كل ما نريده هو زيارة أعضاء المحافظة لها لتتعرف عليها وسلك نفس الطريق الذي يسلكه أبناؤها أسبوعياً، وأغلب العائلات بين فينة وأخرى، أتحدث عن الطرق التي تربط القنفذة بكل من جدة والباحة وجازان وعسير، وهي أقرب المدن التي يوجد فيها مطارات، وحديثي هنا عن القنفذة الأم، ولم أتطرق إلى المراكز التابعة لها، التي يبعد بعضها عنها قرابة مائة كيلو متر، ومثال ذلك مركز كنانة جنوباً، للوقوف على حجم معاناتنا، ومشاركتنا، ولو لمرة واحدة، في هذه المعاناة مع الطريق البري الذي نسلكه دائماً.
أكتب أنا وغيري من الأهالي، عن هذا الموضوع، وقد شيعنا قبل فترة جنازة زوج وزوجته، فارقا الحياة في حادث سير على الطريق الرابط ما بين مكة المكرمة والقنفذة، برفقة طفلهم الصغير، الذي لم يتجاوز عمره العام بعد، تاركين وراءهما طفلين آخرين: الأول بعمر ثلاث سنوات، والثاني بعمر خمس سنوات.


http://www.alsharq.net.sa/2014/01/20/1053158

دمت بووود......

وفقك الله اخي الكريم

بارك الله في جهدك

دمت في حفظ الرحمن

تقبل مرووووري

شكرا جزيلا...........