يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله
قلت لرجل تعوّد شرب الخمر :
ألا تتوب إلى الله ؟
فنظر إليّ بانكسار، ودمعت عيناه، وقال :
ادع الله لي ..
تأملت في حال الرجل، ورقَّ قلبي ..
إن بكاءه شعور بمدى تفريطه في جنب الله ..
وحزنه على مخالفته، ورغبته في الاصطلاح معه .
إنه مؤمن يقينا، ولكنه مبتلى!
وهو ينشد العافية ويستعين بيَ على تقريبها ..

قلت لنفسي :
قد تكون حالي مثل حال هذا الرجل أو أسوأ !

صحيح أنني لم أذق الخمر قط،
فإن البيئة التي عشت فيها لا تعرفها ، لكنّي ربما تعاطيت من خمر الغفلة
ما جعلني أذهل عن ربي كثيراً وأنسى حقوقه ،

إنه يبكي لتقصيره،
وأنا وأمثالي لا نبكي على تقصيرنا، قد نكون بأنفسنا مخدوعين .

وأقبلت على الرجل الذي يطلب مني الدعاء ليترك الخمر ، قلت له تعال ندع لأنفسنا معا:
"ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين"

---------------------------------
حين اختارك الله لطريق هدايته
ليس لأنك مميز أو لطاعةٍ منك ،
بل هي رحمة منه شملتك ،قد ينزعها منك في أي لحظة ، فلا تغتر بعملك ولا بعبادتك
ولا تنظر باستصغار لمن ضل عن سبيل الله فلولا رحمة الله بك لكنت مكانه .

إياك أن تظن أن الثبات على الإستقامة
أحد إنجازاتك الشخصية ..
إذ قال الله عزوجل لسيد البشر عليه الصلاة والسلام ..
(ولولا أن ثبتناك) فكيف بك أنت ؟!!

وقفه

ما هو الدعاء الذي يقينا من وسوسة إبليس صباحاً ومساءاً؟
اللهم إني أصبحت في ذمتك وجوارك , اللهم إني أستودعك ديني ونفسي ودنياي
وآخرتي ومالي وأعوذ بك يا عظيم من شر خلقك جميعاً ومن شر ما يبلس به إبليس وجنوده .