بقلم الشيخ محمد الناشري
نتكلم وأفعالنا تخالف أقوالنا
نتكلم وافعالنا تخالف أقوالنا نحن بحاجة ماسة إلى الكلمة الطيبة والصدق في الأقوال والأفعال والنُصح والابتسامة في وجه أخيك تكسب بها الحسنات وتقربك من الله ثم من الأحباب والأصدقاء والأهل لاسيما ان استخدمتها في مرضاة الله ..البعض يستعمل الكلمة ليكسب بها المال حتى ولو بطريقة غير مشروعة والبعض يستخدمها في النصح العلني عندما يُشاهد أمرا من شخص ما يرى إنه مخالف للعرف والعادة أو بغير قصد فيتحمس لهذا الموقف ويبدأ بسيل من كلمات النصح أمام الناس بصوت عال ظناً منه أن هذا هو الأسلوب الصحيح في الوعظ والنصح ولكن هذا التصرف قد يُثير غضب الشخص الآخر وتفقد كلمة النصح والوعظ قيمتها بالكلام الطيب وبالأخلاق الفاضلة سنستعمل الكلمات لنُوصل أفكارنا وثقافاتنا إلى شعوب الحضارات القادمة، إنها كأي جسر عظيم بين ضفتين. الكلام يجري مسرعاً مع تيارات الماء واتجاه الرياح كأي علبة فارغة، ، أو ورقة يابسة لا خضرة فيها ولا حياة.. وقلّة نادرة من الكلمات هي التي تبقى وهي التي تترك أثراً فوق الصخور ووشماً داخل النفّوس.هناك من تخالف أقوالهم أفعالهم، سنسمع رعودهم ولا نرى أمطارهم، نورهم مستعار كالقمر، ونارهم تحرق ولا تدفئ، دخانهم أكثر من جمرهم يُعمي ويخنق.إن الكلمة المبدعة بلسم ودواء، توضع على الجرح فيبرأ، وقد نجدها عند صغار السّن، مثلما نجد رائحة الورود .وما أكثر الذين يخلطون بين حريّة الكلمة.. وبين الكلمة التي تقال بغير حساب وكلما كانت الفكرة صغيرة ، احتجنا إلى كلمات كثيرة للتّعبير عنها إذا مسّت الكلمات الجميلة الحجارة والصخور، ورمال الصحارى وسطوح القبور حوّلت الحجرة إلى وردة والصخرة إلى منارة، والقبر إلى حديقة، والرمال إلى تربة خصبة تُنبت القمح والزيتون وتخرج الينابيع العذبة دونما تعب أو ضجيج.بيد أن الكلمات التي تخلو من الأفكار العظيمة والوهج الجميل نادراً ما تقف وتمشي في عروق الناس وعقولهم، فلكي تسمو الكلمة وترتفع، ينبغي أن تكون كشجرة طيبة ستبقى الكلمة المبدعة، كالضوء بالنسبة إلى الشمعة، وكالحكمة للروح، والصحة للجسد، والعطر للوردة، والحرية للطيور والفراشات وعلى المدى الطويل.. هزمت الأقلام النحيلة كل السيوف والمدافع، والكلمات الصادقة المغلّفة بالفن والحكمة وتجّار الكرامة والضّمير، ودائماً الحكم الحقيقي على أي عصر أو حضارة لا يكون إلاّ بأعمال كُتّابه ومُبدعيه وقد صدق من قال:لا شيء يصنع بالإنسان، ما تصنعه الكلمة المكتوبة. ورُبّ كلمة سلبت نعمة، وجلبت نقمة، وإن الحكيم من يُتحفك بمعانٍ كثيرة في ألفاظٍ قليلة، والثرّثار من يُضجرك بمعانٍ قليلة في ألفاظٍ كثيرة كم نحن بحاجه إلى الكلمة الطيبة وصدق المشاعر الخالية من التصنع والرياء .
محمد أحمد الناشري -محافظة القنفذة
- http://www.al-madina.com/node/517989
رد مع اقتباس
