شرح حديث : ( يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا )



س: ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- في حديث طويل: (يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافرًا، ويمسيالرجل مؤمنًا ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل)
ما المقصود بالكفر في الحديث؟ وكيف يكون بيع الدين ؟


ج: لقد ثبت عنه --صلى الله عليه وسلم-- أنه قال: (بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم)،بادروا بالأعمال يعني: الصالحة (فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مسلمًا ويمسي كافرًا،ويمسي مؤمنًا، ويصبح كافرًا يبيع دينه بعرض من الدنيا

المعنى: أن الغربة في الإسلام تشتد حتى يصبح المؤمن مسلمًا، ثم يمسي كافرًا، وبالعكس يمسي مؤمنًا، ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدنيا، وذلك بأن يتكلم بالكفر، أو يعمل به من أجل الدنيا، فيصبح مؤمناً، ويأتيه من يقول له: تسب الله تسب الرسول، تدع الصلاة ونعطيك كذا وكذا، تستحل الزنا، تستحل الخمر، ونعطيك كذا وكذا، فيبيع دينه بعرض من الدنيا، ويصبح كافرًا أو يمسي كذلك، أو يقولوا: لا تكن مع المؤمن ونعطيك كذا وكذا لتكون مع الكافرين، فيغريه بأن يكون مع الكافرين، وفي حزب الكافرين، وفي أنصارهم؛ حتى يعطيه المال الكثير، فيكون وليًا للكافرين وعدوًا للمؤمنين، وأنواع الردة كثيرة جدًا، وغالبًا ما يكون ذلك بسبب الدنيا، حب الدنيا وإيثارها على الآخرة؛

لهذا قال: (يبيع دينه بعرض من الدنياوفي لفظ آخر: (بادروا بالأعمال الصالحة، هل تنتظرون إلا فقرًا منسيًا أو غنى مطغيًا، أو موتًا مجهزًا، أو مرضًا مفسدًا، أو هرمًا مفنّداً، أو الدجال، فالدجال شر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر).


المؤمن يبادر بالأعمال، يحذر قد يبتلى بالموت العاجل، موت الفجاءة، قد يبتلى بمرض يفسد عليه قوته، فلا يستطيع العمل، يبتلى بهرم، يبتلى بأشياء أخرى، على الإنسان أن يغتنم حياته وصحته وعقله بالأعمال الصالحات قبل أن يحال بينه وبين ذلك، تارة بأسباب يبتلى بها، من مرض وغيره، وتارة بالطمع في الدنيا، وحب الدنيا وإيثارها على الآخرة، وتزيينها من أعداء الله والدعاة إلى الكفر والضلال.






أجاب عنه فضيلة الشيخ: عبد العزيز بن باز –رحمه الله-