للكاتب/صالح الشيحي

مفارقة لافتة: إنْ وقفت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع منسوبيها، ودافعت عنهم بضراوة، وانتصرت
لهم على حساب الآخرين، تعرضت لهجوم عنيف يصل إلى حد المطالبة بإلغاء هذا الجهاز من المنظومة الإدارية
في بلادنا.. حلول إقصائية! وإنْ وقفت الهيئة مع المتضرر وأنصفته ـ بحكم القانون ـ وعاقبت منسوبيها، تعرضت
لهجوم أشد ضراوة يصل إلى حد المطالبة بعزل رئيسها واستبداله بغيره.. أيضا حلول إقصائية! الهيئة جهاز حكومي
يتماس مع حياة الناس اليومية، وبالتالي من المنطق أن يكون عرضة للخطأ وللانتقاد والمحاسبة، ولو تعامل المجتمع
بمؤسساته كافة ـ خلال العقد المنصرم ـ مع هذا الجهاز وفقا لذلك، أعني كمؤسسة إدارية تخطئ وتصيب
ومع رئيسه كمسؤول مجتهد، لما حدثت كل هذه الصراعات المزعجة.أسئلة تلد أخرى: لماذا كل هذا الهجوم
على رئيس الهيئة الحالي دون سواه؟ لماذا لم يتم التعامل مع الشيخ عبداللطيف آل الشيخ كغيره من المسؤولين
الذين مروا على هذا الجهاز؟. أليس لكل مسؤول ـ في الدنيا كلها ـ طريقته وفلسفته الخاصة في العمل؟، ألم تقل العرب
"لكل شيخ طريقته"، وبالتالي يصح لنا القول إن لـ"آل الشيخ" طريقته هو الآخر في إدارة المؤسسة؟
أنا أطرح أمامكم الأسئلة التي ترد إليّ، ومن حقكم عليّ أن أعرض عليكم الإجابات التي ترد هي الأخرى
ومنها أن السبب خلف كل ما يتعرض له الرئيس الحالي أنه نزع القداسة عن الجهاز ومنسوبيه، وفتح الباب المغلق
واعترف بالخطأ وعاقب المخطئ والمقصر، وهذا ما لا يراد له أن يكون في هذا الجهاز!
وبغض النظر عن الأسئلة وإجاباتها، سنقف مع جهاز الهيئة، ونسانده، ونعترف له بإنجازاته، خاصة في قضايا الابتزاز
والإخلال بالآداب العامة المتفق عليها، وسنتعامل معه ومع مسؤوليه ـ وهذا المهم ـ كبقية أجهزة الدولة ومسؤوليها.
فلا تحملوا الأمور أكثر مما تحتمل.