رجال زمان أسسوا البنيان في القنفذة

رجال زمان أسسوا البنيان في القنفذة مقال في صحيفة المدينه-

بقلم الشيخ \محمد أحمد الناشري


إن الإنسان كالشجرة، والحكم على الشجرة يأتي من طعم ثمارها، وعطر أزهارها، إنما العمل هو الجذر، فالجذر هو الهوية، والعطر هو الصورة
فإن كان الجذر أصيلاً، طيبًا، فاح عطر أزهاره وملأ المكان فتجمع حوله البشر.. وإن كان جذرًا خبيثًا، فاح عطر أزهاره أيضًا
لكن لا يجد حوله إلاّ الحشرات.
ففي وقتنا الحاضر كل شيء بأيدي العمالة الوافدة ووصل الحال لبعضنا أن ننتظر من يجعل الملعقة في أفواهنا، ونحن على كراسي الراحة
وحليب الأم والحليب الطازج من المواشي استبدل به الحليب المجفف، واستبدل بحضن بعض أمهات الأطفال حضن الخادمة.
دعوني أَجُلْ بِكُم في الماضي القريب حسب معلوماتي المتواضعة.. من أسس البنيان في منطقة القنفذة في ذلك الوقت، وأنا شاهد
عيان لبعض شباب وشابات عمروا الأرض بالبناء يدًا مع يد، وكل شيء صُنع محلي بالرغم من أن البداية كانت بالقش والطين فعندما
تدخل البيت تجد من الداخل فن ولمسات التشطيب البناء للرجال والمحارة للنساء، ثم انتقل البناء بالكاشير على أيدٍ وطنية أيضًا، وأذكر
منهم إبراهيم حلواني، وأحمد بخيت، وعلي أبو شملة كانوا من أميز وخيرة الشباب، وفي صُنع السفن المبُدع محمد حلواني، ويحيى عمري
وفي الاتصالات وتركيب شبكات الهواتف محمد هبيلي، وشديد مسرع، وفي الكهرباء أبو زية، وفي السباكة عمر ملة، وفي تشغيل مشروع
سقيا القنفذة أحمد الناشري.
والتجارة كانت تُدار بأيدٍ وطنية، وهم كثر، وأشهرهم آل باجعفر، وآل باوهاب، وكان عمر باوهاب يطلق عليه موفق القنفذة، يقوم بمهام
البنوك الحالية بمفرده في صرف رواتب موظفي الدولة في القنفذة، ومنهم أيضًا آل الجفري، وآل مجيدي، وبانقيب، وعيال
سلوم متخصصون في زيوت السمسم، والسمن، وخلافها، وآل بن عوض، وفتح الدين، والهنيدي، وآل بن خلف، والبدوي
والسيد عالي في الملبوسات الرجالية.
وبالرغم من قلة الإمكانيات والمادة آنذاك لكنهم ساهموا في البناء والعمران.. أمّا في القوز فكانت الأيدي الوطنية تجلب الخشب
وأدوات البناء من الشجر، ثم يقوم المعلم ببناء العشة من الخشب والحلفاء بطرق ولمسات فنية تقاوم المطر، وتنهار من أدنى شرارة نار
وكانت اللمسات الداخلية مخصصة للنساء، وهو ما يُسمّى بالتلييس في وقتنا الحاضر، والمواد تخلط من الطين وفضلات الحيوانات
وفي الكهرباء كان هناك مفرح القوزي، وفي البناء هادي بن جعفر، وعلي الناشري، والسيد علي، وعبدالرحمن العذيقي
وفي حياكة ملابس الرجال محمد الشيخي، وهناك نساء لحياكة ملبوسات النساء، وكثر من ساهموا في البناء والعمران
ولا استيراد فكل شيء صُنع محلي، أمّا بقية الشباب فهم مقسم وقتهم بين الدراسة والرعي والزراعة، وكذلك النساء فالكل يعمل.


http://www.al-madina.com/node/575644

شكرا على النقل

وفقك الله اخوي

شكرا على الموضووع

بارك الله فيك ......

عساك على القوه. .....

يعطيك العافيه............