(المتفلسفين )





الفلسفة بالأصل هي طريقة التفكير لكن مع الزمن باتت لدينا بلغتنا العربية تعني القول من دون علم أو من دون سند،
وهذا أمر يغيظ بأننا نشوه علم أسس التفكير ولكن ما يغيظ أكثر هم من نطلق عليهم لقب " المتفلسفين"




الخطر من هؤلاء المتفلسفين لا يأتي عندما نعرفهم ، ولكن عندما لا نعرفهم.. فتراهم يضلون أمة كاملة بكلمة واحدة
هم تماماً كالمرض الذي لا نعرف علاجه ينتشرون ويقتلون حتى نعرفهم وعادة ما نعرفهم بعد أن يقتلوا الكثير من الأحلام
والحقائق..الطاعون قتل ربع البشرية حسب المؤرخين، والمتفلسفون هم "طاعون" العصر

في هذه الدنيا هناك عدل إجتماعي واضح ، فهؤلاء المتفلسفون يبدأون بكسب الشعبية والنجومية ثم ينكشفون فيتحولون
لسخرية من كسبوا شعبيتهم ويبدأ من آمن بهم يوماً بالتربص بكل قول ليسخروا مما صدر عنهم ****بما لا يعرفون

من مساوىء الإعلام الجديد الواضحة أنه فتح مجالاً للمتفلسفين بالتعبير عن أنفسهم للملأ بل وربما الكتابة وامتلاك مواقع
ومنابر ذات شعبية كبيرة ، هؤلاء في النهاية كي يواصلوا التفلسف يسرقون ويكذبون ويؤلفون

كلما زاد كلام الإنسان بما لا يعرف قل مقدار معرفته، فهو يملك البديل عن البحث من أجل المعرفة ألا وهو الكلام المفترض
من دون أسس .. فـ كم من شخص تراه يناقش طبيباً بأسس الطب ومهندساً بأسس الهندسة وكانت كل الوجوه المحيطة
بالنقاش مصدومة من مدى معرفة "الجاهل" ولم ينتبه أحد إلى أنه يقول بما لا يعرف

من أجمل القواعد الإسلامية قول عبد الله من مسعود : " من عَلِمَ فليقلْ ، ومَنْ لمْ يعلمْ فليقلِ : الله أعلم
فإن من العلمِ أن يقولَ لما لايَعلمُ : لا أعلم " ، ولو حقاً أدركنا هذا لأصبحت الثقة أكبر والعلاقات أقل توتراً ولانشغل
من لا يعلم بتعلم الجديد كي يعلم!

لتعرف حجم مشكلة المتفلسفين فإن كل من يقرأ يتذكر بعضاً ممن يعرفهم ويصفهم بالمتفلسفين
هذا يعني أن النسبة قد تصل يوماً ما إلى 99% إن لم نتحكم بأنفسنا ونسينا قصة البهرجة الكاذبة بالكلام

كلما زاد جهل المجتمع زادت قيمة المتفلسفين فيه ، كما أن كسل المجتمع يجعل هؤلاء مراجع وعلماء وقادة فكرة!
فـ لعل وعسى يوما ما تستيقظ قلوبنا ونقرر التوقف عن التفلسف وليس الفلسفة ، فالفلسفة علم راقٍ
لا يجب الإساءة إليه بنسب هؤلاء له