القيم والمعادلة الحياتية بقلم محمد الناشري
القيم والمعادلة الحياتية مقال في جريدة الرياض
صفحة الرأي الأربعاء 4 ذوالقعده 1436 الموافق 19 أغسطس 2015
محمد بن أحمد الناشري
كثيراً ما نلاحظ في البعض سلوكيات تؤرق المجتمع. وأسباب ذلك هو عزوف بعض الأسر عن متابعة أولادهم وبناتهم بسبب الجفاف العاطفي بين بعض الأسر وعدم العناية بأبنائهم وبناتهم واحتوائهم وغرس القيم في نفوسهم. وعلى رأس تلك القيم غرس حب الدين ثم المليك والوطن في نفوسهم. ولا شك أن هذا الفراغ استغلّه بعض محاربي مبادئ الفضيلة والقيم والأخلاق الفاضلة. ولعل من نافلة القول إن على كلّ منا مسؤولية جسيمة تجاه أولاده وبناته خاصة أن في إيديهم تقنية منفتحة على عالم الطفل والكبير والصغير على حد سواء. وإذا تجاهلناهم وتركناهم دون رقيب فسوف نفقدهم ومن ثم نبدأ في البحث عن القيم والأخلاق الفاضلة والصدق والأمانة التي لم نغرسها فيهم. فالانتماء الثقافي بالمعنى الاجتماعي مهم جداً، فالثقافة والانتماء غايتهما اجتماعية في التأسيس، والبناء الاجتماعي، وإعادة إنتاج المفاهيم والقيم وثقافة الهوية والانتماء إلى كل فضيلة ومحاربة كل رذيلة يمثّل الأصل الروحي سواء الإيمانية الصادقة، والمحبة، والإحساس بالآخر، وقبوله، وجميعها هي امتداد للقيم والأخلاق إلى السلوك اليومي للفرد، والجماعة.
أخلص من هذا إلى أن المعادلة (الحياتية والوطنية) تشمل عدة قيم منها: الأخلاق، والتربية السليمة، وهي منظومة سلوكية تنتمي إلى الأصيل والصحيح. فالفطرة الانسانية، والنفس البشرية هي في حالة من المزاوجة بين نزوع الخير وقضاياه القيمية، ومادية الحياة وشهواتها، ورغائبها.
إن المشروع الثقافيٌّ بات ضرورة، ويحتاج إلى حوامله ونماذجه، واتجاهه في المسؤولية، وممارستها، وهذا يحتاج إلى وعي بالمسؤولية، والإحساس بها.. وبالتالي ترجمتها في اليوميات، والممارسات.المراجعة، والنقد والثقافة، والتصويب، والإصغاء، وإرادة العمل أساس في إنتاج القيم. كما أن هناك حاجات مجتمعية تنظم المجتمع وتحفظه مثل الأمانة والحفاظ على المال العام، ومتابعة جودة التنفيذ وإنصاف المظلوم وثقافة الحوار وتطوير الخطاب الروحي، ووصوله إلى البيئات وتعزيز الشعور بالأمان، والرضا وتعزيز القيم الوطنيُّه. وجميع ما تقدّم تحتاج منا المزيد من الجهد لترسيخها في سلوك أبنائنا وبناتنا لنحميهم من شرور أنفسهم وليكونوا صالحين لمجتمعهم
رد مع اقتباس
