حدوثة عن الغول

كُنا نسمع في مسامراتنا الليليه عن رواية الغول من أسلافنا وهي حقيقه في كثير من الروايات يقال ليس من الضروري أن تعيش الوحوش الكاسرة في الوديان البعيدة والغابات الكثيفة، بل ربما نجد بيننا من هم بمستوى الوحوش أو أكثر وكانوا يخوفوننا ونحن صغار عن الغول والوحوش بكافة أنواعها وخاصة عندما يستعص علينا النوم في الهندول.



قي ذلك الوقت كانت تعيش الأفاعي والعقارب والحشرات السامة في بيوتنا ومزارعنا وحدائقنا التي نسقيها ونرعاها كل صباح ونحن لا ندري بها.

وقد يربي الإنسان كلباً، فيجده ذئباً متوحشاً حين يكبر ويشتد عوده.

وتحضرني حكاية عجيبة، كانت جدتي قد روتها لي، .

والحكاية كانت عن (الغول)..

وكلمة الغول، تعني كل ما أخذ الإنسان من حيث لا يدري فأهلكه، وجمعها أغوال وغيلان. وتزعم العرب إنه نوع من الشياطين تظهر للناس في الخلاوي فتتلوّن لهم في صور شتى، و(تغولهم)، أي تضللهم وتهلكهم.

تقول الحكاية:

أن كثير من الناس اللذين يجولون الخلاوي على ظهور الجمال يتعرضون للغول وتقول ان احد الرواه لقصة له مع الغول أنه وفي أثناء سيره في الصحراء تعرض له الغول وعندما قرب منه اختفى واتجه له في الناحيه الثانيه وهو يطلق ضوء وشرار بعدها يقول سمعت صوتاً آتياً من خلف الجمل الذي كان يمتطيه، فاستيقظ ويقول ضننت انه ذئب جائع

فقلت: في نفسي هذا ليس من الذئاب وعواءها. هذا الصوت غريب عن جميع الأصوات التي تعيش بقربنا فربما كان صوت الغول.

فتذكرت فجأة حديث أحد رفاقي عن الغول، وعن أسنانها الحادة، وشعرها الأشعث الطويل.

وكان منزلنا قديماً، يرى بعيداً عن القرية، بعدما سمعت منها اكثر من قصه ولا أدري كيف راح عقلي يطرح على روحي أسئلة :

:هل يظهر لنا الغول والوحوش في هذه اللحظه من جديد

تذكرت اننا نعيش زمن انقرضت فيه الوحوش المفترسه والغول

وبقي بيننا الوحوش البشريه التي تعيش في وسطنا في خداع وكذب وخيانه وجشع وظلم كلما سنحت لهم الفرصه في لحظات يتنقل بين هذه الصفات ويتنكر لك حتى ينال منك فاللهم اكفناهم بما تشاء من قدرتك

محمد احمد الناشري

العبد الفقير إلى الله

.