إبن الصحراء والكرم البدوي الإصيل
اقصى الكرم والشهامه ونعم المضيف ونعم الضيف
من سواليف العرب قرأت قصه تجلى فيها الكرم البدوي اقصى مايمكن من رجل بدوي فقير يعيش في الصحراء اشتهر بالكرم لكل من يدخل داره في ظل شظف العيش وفي احد المواقف دخل عليه ضيف وحاشيته ولم يعلم بمركزه ومكانته ورحب بالضيف ولكن في هذا الوقت لم يجد ثمن الذبيحه وكان مركب سن ذهب فبعد ان اطمئن على الضيوف ورحب بهم ركب على حِماره متجهاً للقريه التي فيها الصايغ فخلع سن الذهب وذهب به للصايغ وباعه واخذ بثمنه ذبيحه وعاد بها للبيت وقال لزوجته جهزي الوليمه للضيوف وعاد لضيوفه وهو ملثم بغترته حتى لايظهر فراغ السن لاحظ الضيف ومرافقيه ذلك وعندما قدم لهم الطعام شكروه على حسن الكرم والضيافه فقال الضيف للمضيف صاحب الدار تقدر تزورني في البلد الفلاني وتأخذ معك قدر ماتستطيع من الجمال وتسأل عن الوالي الفلاني واتوسط لك بالدخول عليه لتأخذ ماتيسر من بيت مال المسلمين وفعلاً ذهب لهذا البلد وسأل عن الوالي وقد سبق ان اوعز لحراسه اللذين كانوا بصحبته في الضيافه انه اذا اتى هذا الرجل اتوني به للقصر بعدما تعطونه حمولة الجمال من المال والغذاء ومن الهدايا استكثرها الرجل وطلب مقابلة الحاكم ليشكره وكانت المفاجئه انه ذلك الضيف الذي اكرمه من ثمن سن الذهب فقال اعطيتني الشيء الكثير فشكراً لك فقال له الحاكم لم نوفيك حقك ( فلا زلنا نتذكر سن الذهب وكرم الضيافه) ثم عاد وذهب لفقراء القريه ووزع بينهم ماحصل عليه ولم يدخر لنفسه إلا كواحد منهم فلله در الضيف والمضيف
(والقناعه كنز لايفنى)
الكرم اسم واقع على كل نوع من أنواع الفضل، ولفظ جامع لمعاني السماحة والبذل، والكرم صفة أصيلة في النفس الإنسانية، ومعناه الإعطاء، الإنفاق، وطيب النفس، وهو ضد اللؤم والنذالة، والبخل والشُح، ومن أجمل الصفات العربية التي تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل
وهو سلوك متأصل في الشخصية السعوديه العربية وفي الفرد العربي،
وقد قال حكيم : زينة الغنيّ الكرم، وزينة الفقير القناعة، وزينة المرأة العفه
وأحمد الله أن الكرم ما زال واحدا من صفاتنا السعوديه التي لم تندثر كبعض من صفات حميدة أخرى، طواها عالم ما يدعى بالتحضر، وصار البعض منا يرفض ممارستها، مدعيا أنها من مخلفات الماضي، وربما نسي هذا النفر أن الأخلاق هي الدعامة الحقيقية لأي تحضر ولكل حاضر، وأن الحفاظ عليها من أسباب الرقي والتقدم، ورسولنا، عليه الصلاة والسلام، يقول (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ( وامتدحه الله عز وجل في قوله تعالى وإنك لعلى خُلق عظيم)
وحقيقة فإن السخي دائما مسرور ببذله، متبرع بعطاياه لا يلتمس عرض دنياه كي لا يحبط عمله، ولا طالبا لشهرة فيسقط أجره، ولا يكون مثله فيما يعطي كمثل (صائد الطيور، يلقي لها بالحَب لا ليشبعها، بل ليشبع هو بها.) الكرم مازال صفة حميده في مجتمعنا السعودي( إذا لم يصاحبه مايشوهه من الرياء والتصنع اوبحثاً عن شُهره او مقاصد دنيويه) مع تحيات محبكم الناشري محمد احمد العبد الفقير إلى الله