حكاية شغالة الوزير
في عام 1996 م سافرت لعمان عاصمة المملكة الأردنية الشقيقة في العشر الأواخر من رمضان ذلك العام باحثا عن مصادرومراجع علميةلموضوع دراستي للماجستيرفي تخصص التاريخ الحديث والمعاصر بعنوان(تاريخ القدس الشريف.1917-1948) وكنت قد بحثت عن عنوان وتلفون الدكتور حازم نسيبة وزير خارجية الأردن الأسبق وسفيرها في عدة بلدان لأنني عرفت انه سليل أسرة ال نسيبة التي بيدها مفاتيح بيت المقدس مثل ال شيبة في مكة المكرمة الذين بايديهم مفاتيح بيت الله الحرام وكنت في مرحلة جمع المادة العلمية لموضوع رسالتي عن القدس الشريف .اتصلت عليه ورحب وحددنا وقت الزيارة بعد صلاة مغرب يوم الزيارة اتجهت من الفندق المطل عل الساحة الرومانية في تكسي عام وكانت ليلة شديدة البرودة وممطرة وعندما وصلت العمارة التي يسكن فيها الرجل وبها 7 ادوار فاتني عند الاتصال به تليفونيا سؤاله عن الدور ورقم الشقةالتي يسكنهاولم تكن الجوالات تستخدم بعد وظللت أصعد الدرج جيئة وذهابا وأنظر في أبواب الشقق بترددفي الأدوارالسبعة وبعد حوالي نصف ساعة قررت المغادرة لكنني طرقت جرس أحدالأبواب أخيرا و يائسا ففتحت باب الشقة شغالة لاتعرف العربية وربما الأنجليزية..!! وحدثتها بالانجليزية وكان شكلي بالملابس الثقيلة شبيها ببدو الأردن فاقفلت الباب ثم عادت بعدقليل ودست في يدي خمسة دنانير ظنا منها بانني( شحات)..!! واقفلت الباب فطرقت الباب مرة ثانية ففتحت فقلت لها أرغب الدكتور بالانجليزي ان كان هذه شقته وارجعت لها الدنانير فأقفلت الباب بشدة ثم عادت بعد قليل ووضعت في يدي 10 دنانير فمسكت الباب حتى لاتقفله ورفعت صوتي مناديا باسم الدكتور معتقدا بان من بالداخل هو الدكتور حازم فكان هو مضيفي فعلا فهرع نحوي معتذرا عن سوء الفهم واستقبلني خير استقبال ومكثت معه قرابة الساعتين وافدت منه معلومات قيمة عن القدس الشريف في عهدالانتداب البريطاني ومن ذلك ان والده كان متعهد كهرباء القدس على عهد الانتداب وأهداني بعض مؤلفاته ثم كلف ابنه بايصالي لمقراقامتي لتعذر حصولي على تاكسي في الطقس البارد الممطرفودعته شاكرا وممتنا لتفضله بمنحي فرصة الجلوس معه والافادة من معلوماته..! ياه يالذة اتعاب الدراسة ....!!
من ذكرياتي العلمية..غازي الفقيه