ميناء الوطن الأول.هل من عودة للحياة..؟!!
✍ :عرف مرسى القنفدة الواقع عند مصب وادي قنونى في البحر الأحمر الحياة منذ أزمنة مديدة، فقد ارتاده الأشوريون والعبرانيون والفنيقيون وكذلك اليونانيون والرومان وذلك لوجود معدن الذهب في موقعي عشم وضنكان في المنطقة المعروفة تاريخيا ب(عفير) مابين القنفدة ومركزحلي.!
وظهر ميناء القنفدة في المصادر التاريخية بظهور القنفدة كحاضرة عام 907 وتواصلها مع موانيء القرن الأفريقي وعدن والهند وشرق أسيا إذ كانت بها حركة تجارية بحرية نشطة دفعت العثمانيين لإستغلاله فيمابعد فأضافوا لوظيفة الميناء التجارية الوظيفة العسكرية ومنه اتجهوا لاحتلال عسير.حتى خروجهم 1334 .!!
وعندما استظلت القنفدة وميناءها براية الموحد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود عام 1343 سمى ميناء القنفدة ب(ميناء الوطن)قبل انضمام جدة لسلطته .ودعم ذلك ببرقيتين لحاكم عدن من قبل الإمبراطورية البريطانية وإلى السيد شوكت على رئيس جمعية الخلافة في بومبي بالهند في 16 شوال 1343 يفيد فيها جلالته باستعداد ميناء القتفدة لاستقبال حجاج بيت الله الحرام وتوفر الزوارق والسنابيك فيه وتوفر وسائط نقل الحجاج البرية بأمان إلى مكة المكرمة .!
وقد استقبلت القنفدة مدينة وميناء جلالة الملك سعود رحمه الله في زيارته التاريخية عام 1374 على عهد إمارة الشيخ إبراهيم البراهيم للقنفدة وعمل من أجل ذلك رصيفا لازال باقيا حتى اليوم .! وإذا علم أن ميناء القنفدة لو أعيد إحيائه وهو الواقع في منتصف المسافة بين ميناءي جدة شمالا وجازان جنوبا سيسهم في خدمة مناطق عسير والباحة ومحافظات منطقة مكة المكرمة الجنوبية ، ومما يسهل مشروع إحيائه خلو شواطئه من المعوقات الطبيعية .فنأمل من مؤسسة الموانيء إيلاء ميناء القنفدة المتوقف عن الخدمة منذ عقود عنايتها فالحاجة ماسة لعودته رافدا ضروريا للتنمية لحاضر ومستقبل الوطن لا سيما ورؤية المملكة العربية السعودية 2030 قد وضعت سواحل البحر الاحمر من شمال المملكة إلى جنوبها نصب عينيها وأول الغيث هتان في( نيوم) ومدينة الملك عبدالله بن عبد العزيز رحمه الله والمدن الصناعية على ساحل البحر الاحمر الشرقي.وبالتوفيق لقيادتنا الحكيمة ولوطننا المملكة العربية السعودية بالعز والتمكين..!
وكتبه:غازي احمد الفقيه
عضوالمجلس المحلي بمحافظة القنفدة