اعلام الجماعات والجزيرة وسيكولوجية الجماهير!!

• يبدو المشهد العربي في كثير من اضطراباته، وتناقضاته، وكراهيته ودمويته، وكأنه أحد فصول كتاب (سيكولوجية الجماهير)، ذلك الكتاب الذي وصف فيه المؤرخ حال الجماهير أثناء الاضطرابات والحروب، وفسر سلوك الجماعات وطبيعتها وآليات السيطرة عليها، وكيفية توجيهها من قِبَل السلطة، سواء كانت سلطة إعلامية، أو سياسية، أو اجتماعية.
وذكر المؤرخ ان من أهم خصائص الجماهير ذوبان شخصية الفرد وانخراطه في شخصية القطيع.. فيتخلى عن عقله الواعي وعندما تغيب شخصية الفرد ووعيه يكون من السهل انجرافه مع ثقافة القطعان حتى ولو كان من النخب وقد يصل الامر الى مخالفة ابسط قواعد العقل.. والرضوخ للتفكير اللاواعي، وتصديق الاشاعات غير المنطقية!.
وبكل اسف ان الفضاء الإعلامي المنفلت، في العالم العربي يعمل بطريقة مؤدلجة مثل الجزيرة ومن دار في فلكها من إعلام حزبي براجماتي موجَّه مثل إعلام الجماعات المتاجرة بالدين والذي ساهم مع الجزيرة في إفساد الجو العربي العام، ونشر الكراهية بشكلٍ غير مسبوق.. والمتأمل للمنهج الإعلامي لهذه المنصات يجد أنها توجّه الجماهير على منهجية الخطاب العاطفي والصور، وهما من أكثر الأدوات تأثيراً على نفس المتلقي.. لان الأفكار لا تُؤثِّر في الجماهير إلا إذا كانت على شكل عواطف وصور، لذا تحرص قنوات الفتنة على تحريك الجماهير عن طريق عاطفتها، وعاطفتها المتطرفة فقط.
ولأن العناصر اللاواعية هي التي تقود القطعان فإنك قد تجد تشابهاً فكرياً مضحكاً عند أفراد عرقٍ أو طائفة ما، فمن الممكن وجود هوة فكرية بين أستاذ جامعة وبائع خضار، لكن هذا الاختلاف يصبح شبه منعدم عندما يتعلق الأمر بالطائفية وهذا ملاحظت نجاحه
حيث نجحت قناة الجزيرة ومن يدودر في فلكها في تقطيع أوصال الجسد العربي من خلال اللعب على العواطف الدينية .. فالعقل هنا يصبح عاملاً سلبياً لا إيجابياً.. والتحاكم العقلي يُلغى لصالح العاطفة!..
وكان التأكيد، التكرار، سبب التوثيق حتى دون حجة عقلية لانه ترسخ وبذلك وصلت ‏الكراهية درجة خطيرة في العالم العربي بسبب وسائل إعلام قذرة، تنفخ نيران الكراهية والحقد والحسد في نفوس الجماهير صباح مساء.. فهل يتحرَّك العرب (وجامعاتهم معهم) لإيقاف هذا الانفلات الاعلامي قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه؟!

منقول بتصرف....