👈ابن كرمان :بين الضحك والاشفاق .!!👉
✍:فجأة سطت وسائل التواصل الاجتماعي واقتحمت خصوصية مواطن بسيط في العقد السابع من عمره يعيش وحيدا في منزله المتواضع****، دون عائل مباشريرعاه قانع بظروفه الاجتماعية. ويسهم بعض أهل الخيرفي مساعدته للتغلب على صعوبة حياته المعيشية من الجمعية الخيرية في محيط سكناه ،وينال رعاية مصلحة الضمان الاجتماعي بمخصص شهري يصرفه بانتظام في إحدى قرى محافظة القنفدة.! وهو مواطن ينتمي لقبيلة كريمة لم تنسه ولن تتناساه وهو في عمره هذا غير متعلم ولم يسبق له الزواج لقلة ذات اليد كحال غيره وربما لعزوفه شخصيا عن الارتباط بزوجة ترعاه وتشاركه حياته..!
ولما اصطادته كاميرا جوال و(سناب) أحد الشباب الهواة وبثت مقاطعه العفوية رغم مافيهاوعليها من ملاحظات في بدايته.! وتناقلت المواقع الالكترونية والتواصل الاجتماعي تلك المقاطع ووجدت متابعة لحالته الإنسانية التي بلا شك يوجد مثلها الكثير وفي مواطن كثيرة من الوطن.!ولم يقف الحال عند ذلك بل تلقف حالته لاحقا أحد الباحثين عن الشهرة منذ خمسة شهور فوصل إليه وأظهر الاهتمام به من خلال الإحسان إليه ماديا ومعنويا كما قال وأخرجه من بيئته المتواضعة إلى عالم الشهرة والأضواء. وبالطبع مع ظهور متبنيه في كل المقاطع التي بثها( سنابه وانستقرامه) واستعان لترويج ذلك**** بدعم من محترفي فنون( السنابات) وأخواتها المحترفين.للدرجة التي تم تصويرمقاطعه الأخيرة**** خارج حدود الوطن فزادت شهرة (العم علي بن كرمان).!
وأخذ بيده إلى مواقع لم يحلم بدخولها من قبل فدخل الفنادق والمولات والقصور وركب الطائرات وأفخم السيارات.وكل ذلك مثبت صوتا وصورة..!
بل وصلت السطوة على شخصه البسيط إلى حلاقة شعره وتنظيف وجهه النظيف أصلا بسماحته وبساطته، وتغيير لون شعره بالأصباغ في صوالين الحلاقين.وحتى أثناء تغيير ملابسه وأدق تصرفاته الشخصية..!!وكان ممكن أن يكون فعل الخيرهذا تجاه ابن كرمان أن يقف عند ذلك الحد .!!ويحفظ لفاعل الخير كرمه وإحسانه وخصوصا في الذهاب به للعمرة.! لكن الرغبة في المزيد من الشهرة من خلال ابن كرمان وبالإشفاق عليه السعي في زواجه وإقامة حفلة**** حضرها قرابة خمسة الآف مشارك ومتفرج وتبرع شعراء العرضة الجنوبية بالمشاركة في أحيائها دون مقابل كما قيل وتردد.! غير أن أحد المهتمين بشأن ابن كرمان قد صرح في مقطع متداول أن بعض الحاضرين تلك المناسبة قد تبرع بريالين وبعضهم بريال نافيا أن تكون المعونة التي قدمت له غطت تكاليف المناسبة . فهل ذلك اشفاقا أم ضحكا واستهزاء.؟! وآخرين جاءوا للتصوير معه فقط .!وكان من المتوقع أيضا أن تنتهي ظاهرة ابن كرمان بزواجه واستقراره بزوجته في شقة بجوار متبنيه والمخرج المحترف لمقاطعه كماقال ..!ويختم الفلم الطويل بزواج البطل.! لكن شعراء الهياط وأصحاب الشيلات زادوا من حلقات الفلم(وسرقوا عبارته العفوية التي قالها ذات مقطع وسارت بها الركبان وشاعت في الداخل والخارج: علمني لا تخليني مقيد ولا مفكوك) ووظفوها في هياطهم الشعري المبتذل، وشاركهم ذلك حتى معلقي كرة القدم وضاع حقه الفكري فيها وتفرق أيدي سبأ عيانا بيانا..!فهل أنهى المخرج المتبني لابن كرمان فلمه هذا ؟ الحقيقة لا فقد استضافته إحدى القنوات المعروفة لتنتهك هي الأخرى حياته الشخصية وتنكأ جروحه النفسية وتتلذ بدموعه التي أغرق بها استديو محطتها على الهواء مباشرةفي بداية اللقاء وآخره في حضرة مخرجه المتبني له ومخرجها..!!
لم يكن ابن كرمان متسولا ولا شحاذا وكان ومازال عفيف النفس وراض بما قسمه الله له ويردد بتلقأئية في كل أقواله المبثوثة وببراءة لم تدنسها الحياة الدنيا النفعية رغم قسوتها عليه .حمده لله ولرعاية الدولة له من خلال ضمانه الاجتماعي المستمر وأعطيات الجمعية الخيرية التي اهتمت به.!!فإن كنا نريد الإحسان فيجب ألا تعلم شمالنا بما قدمته يميننا..!!!والله تعالى يقولوأبتغ فبما اتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك).77..القصص.!
وكتبه: غازي أحمد الفقيه