أخصائيون: الحرمان يفجرهم غضبا والأسر البديلة تحتويهم
أخصائيون: الحرمان يفجرهم غضبا والأسر البديلة تحتويهم
الدكتور نواف الحارثي، أخصائي الأمراض النفسية والعصبية، قال الأسر البديلةَ تعد الحل الأمثل لاحتواء الأيتام؛ لأننا إذا قارناها ببدائلها من مؤسسات الرعاية الاجتماعية ودور الأيتام سنجد أن معظم المشرفات على رعاية ومتابعة الأطفال الأيتام ومن في حكمهم لا يستطعن تقديم المطلوب منهن على الوجه الأكمل لظروفهن الأسرية أو زيادة عدد الأطفال تحت إشرافهن ومعظم الدراسات النفسية التي أجريت على الأيتام توصلت إلى وجود تشابه كبير بين المشكلات النفسية التي تصيب الأيتام سواء في الدور أو مع الأسر البديلة والتي يمكن علاجها منذ البداية بحسن التصرف.
وأشار إلى أن الحالة الصحيةَ للأيتام داخل المنزل ومع الأسرة البديلة أفضل من صحة أقرانهم في دور الرعاية، ولكي يصبح لليتيم شخصية متوازنة يجب أن نصارحه منذ سن الإدراك أنه ليس ابنا حقيقيا للأسرة ولكن بشكل لا يؤثر على نفسيته لتكون الأسر البديلة الحل الأقرب للطبيعي، كما أنها حل سهل يوفر منفعة متبادلة لأسر كثيرة حرمت من الأطفال.
أما الدكتور عبدالرحمن العمري (أستاذ علم اجتماع) اعتبر تجربة الأسرة البديلة تجربة ناجحة، لأنها إذا انتشرت في المجتمع ستكون قادرة على حل مشاكل الأطفال الأيتام ووجودهم داخل أسرة من البداية قادر على تقويم سلوكياتهم وتنمية مهاراتهم واحتواء السلوك العدواني الكامن بداخلهم واستغلاله في ما يفيد، بحيث يخرج للمجتمع شابا واعيا قادرا على مواجهة المشاكل ومتفهما لأمور الحياة مؤكدا أن هذه الشريحة إذا لم تجد المناخ المناسب سواء في الدار أو الأسر البديلة ولم ينجح المجتمع في احتوائها سيشكلون نظاما خاصا بهم ويصبحون قنابل موقوتة لن تنفجر إلا غضبا في وجه المجتمع الذي أهملهم وحرمهم من حقهم.
أما الشيخ الدكتور محمد المطيري قال الإسلام حرص على الأبناء الذين ولدوا عن علاقة غير شرعية، حيث إنهم لم يقترفوا ذنبا يستحقون المعاناة والعقاب عليه وعلينا رعايتهم وكفالتهم فرض كفاية على المسلمين ليكون ابنا أو أخا أو جارا لنا له ما لنا وعليه ما علينا لقوله تعالى «فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم) وأشار إلى أن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة العربية السعودية برئاسة العلامة ابن باز رحمه الله بينت في الفتوى رقم (20711) بتاريخ 24/12/1419هـ وجاء فيها: (إن مجهولي النسب في حكم اليتيم لفقدهم لوالديهم بل هم أشد حاجة للعناية والرعاية من معروفي النسب لعدم معرفة قريب يلجأون إليه عند الضرورة. وعلى ذلك فإن من يكفل طفلا من مجهولي النسب فإنه يدخل في الأجر المترتب على كفالة اليتيم لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين. وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا» وفي ما يتعلق بتزويجهم من الأسر المعروفة، أوضح فضيلته أنه لا يوجد مانع في ذلك طالما تم إيضاح نسب الشاب أو الفتاة من ذوي الظروف الخاصة قبل الزواج بغيرهم وتم التراضي والقبول بين الطرفين.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة البرضاوي
