أمين عام منزوع الصلاحية...!!
✍: بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها 1945ورأى المتحاربون والأقوياء المنتصرون منهم فيها إعادة تقسيم خرائط نفوذهم العالمي (الاستعمارالاقتصادي والثقافي والاجتماعي ) من جديد ، بديلاً للعسكري المكلف الذي استوجب الصراع فيما بينهم. فابتكروا مسمى الجمعية العامة للأمم المتحدة بدلاً عن عصبة الأمم (تأسست 1920). وأنشأوا مجلس الأمن وخصوا خمس دول فيه( الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا والاتحاد الروسي والصين) بحق الفيتوالمعطل لكل حق مشروع.!، ومحكمة عدل دولية وصناديق ووكالات وعدة مسميات أخرى تدور في فلك هذه الأمم المتحدة منها الاقتصادي والثقافي وغيرها.!! ومما يلفت النظر استئثار القوة الأعظم الولايات المتحدة الأمريكية بمقر أقوى تلك الموسسات(الجمعية العامة ومجلس الأمن) . غير أن هذه الدول الحاكمة بأمرها تصدّقت على الدول التي لاحول لها ولا قوة مقارنة بتلك الدول المهيمنة على القرار الدولي بمنصب ترضية صوري بروتوكولي لا يهش ولا ينش وأسموه الأمين العام للأمم المتحدة وبلاده هي إحدى أعضاء هذه الجمعية واعطوه مطرقة يقرع بها طاولة مكتبة بدءاً لكل اجتماع وانتهائه ولسماع خطب منبرية امتلات بها اضبارات هذه الجمعية.!!
وكان يوم 25 من أكتوبر1945 بداية تعيين أول نرويجي مؤقت في هذا المنصب ولشهر واحد فقط هو (جلادوين جيب) ثم أعقبه في هذا المنصب العالمي ابن جلدته المدعو( تريجف لي هلفدان 46___1952)..!!
وعلى مدار ثلاثة وسبعين عاماً تصرمت من عمر هذه المنظمة العالمية والتي قادها فيها تسعة أمناء هم بالاضافة لهلفدان السابق ذكره (همرشولد السويدي 53___1961)و(يوثانت من مينمار 61__1971 ) و(كورت فالدهايم النمساوي 72__1981) و(خافييربيريز دي كوييار البيروفي 82__1991) و(بطرس بطرس غالي المصري 92__1996) و( كوفي عنان الغاني 97__2006):و(بان كي مون الكوري الجنوبي 2007__2016) و(انطونيو جوتيرس البرتغالي 2017 حتى الآن) ..!!! ولم ينجح أحد هؤلاء التسعة في إيقاف صراع دولي بين الأعضاء المنتمين لهذه الجمعية التي يرأس أمانتها العامةمع أن ذلك من أبرز مهام منصبه.!!
ومما يلاحظ أن جميع هؤلاء الأمناء التسعة لا يوجد بينهم أمين عام مسلم واحد مما يؤكد عنصرية هذه الجمعية .!! رغم ما تشكِّله دول العالم الإسلامي (57 دولة) من أهمية عالمية بمساحة تزيد عن 32 مليون كيلومترمربع منها 22 دولة تسمى الوطن العربي بمساحة لا تقل عن 10 مليون كيلومترمربع ولها ثقل اقتصادي وثقافي واجتماعي إضافة لما توفر لها مجتمعة من ثروات مائية ونفطية ومعدنية وممرات بحرية عالمية وحضارة تضرب بجذورها في أعماق تاريخ العالم القديم والحديث.!! ومع ذلك ضنوا بهذا المنصب على المؤهل من المسلمين .! 2وليس من المؤمل عما قريب أن يحوز هذا المنصب الشرفي أمين عام مسلم لهذه المؤسسة الدولية رغم هشاشة هذا المنصب وضعف صلاحيته ومحدودية تأثيره من هذه البلدان خلال هذا القرن وربما للأبد..!! ذلك أن قرارات هذه الجمعية قديمها وحديثها شاهد حيٌ على عدم تطبيق العدالة في هذه الجمعية المنحازة منذ نشأتها. وخصوصاً ضد هذه الدول التي منحوها لقب (دول العالم الثالث) وخصوها بمنصب الأمين العام المغلوب على أمره.! أفلا تكفي هذه العقود السبعة الماضية زمناً مهدراً من عمر هذه الجمعيةفي عدم تساوي جميع دول العالم أمام ميزان الكفاءة الشخصية بعيدأ عن المعتقد الديني لاسيما وجميع دول العالم تجمعها إنسانية واحدة ومصالح مشتركة ولكي تذوب فوارق القوة العسكرية والاقتصادية المعيارالذي قسم العالم بين سيّدومَسُود ..! وألم يأن لهذه الدول العظمى أن تتراجع عن قراراتها المجحفة وتعترف بحق الدول والشعوب أن تتساوى معها في الشأن الدولي العام..؟؟!!
وكتبه: غازي أحمدالفقيه