الرجل الحرباء.......!!
✍: كغيره من بني البشر، وقد يتمتع بحسن الخِلقة وبسطة في الجسم ، مع لسان ذرب يخدمه في أحاديثه وحواراته وبهتانه وغِيبته في حق الآخرين..!!
يحرص دائماً على إعطاء محدثيه صورة زاهية لأقواله وأفعاله ، ويتذاكى في حضوره بينهم، وينتشي كلما شدّ الاسماع والعيون لمايقول. ولكنه ما إن يغير موقعه حتى تتلبسه وجوه أخرى متعددة الألوان قبحاً وبذاءة . فتخرج مكنونات نفسه الأمارة بالسوء فيشتم هذا ويغتاب ذاك بل ويلعن من كان يضاحكهم منذ وقت قصير..!!
هو مريض معتل النفس والضميربكل تأكيد، ويعاني من مركبات نقص في شخصيته المتقلبة ، ومهما خدع نفسه بلباس الإنسان السّوي ، إلا أن سوء حاله السلوكي مفضوح بين مجايليه ، وإن تغابوا عن إظهار حقيقته أمامه ، مما يزيد من عذاباته النفسية ، وحشره في قفص أجتماعي حديدي عقاباً له وردعاً لأمثاله .وويل لمن أصدر المجتمع حكمه العادل هذا في حق حربائيته وشذوذه..!
وفي حقه قال الله تعالى: (ولا تقف ماليس لك به علم إن السمع والبصروالفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) سورة الإسراء آية 36
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مخاطباً سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه محذراً من سلاطة اللسان في حديث طويل منه بعد أن أخذ بلسانه وقال: كُف عليك هذا ثكلتك أمك يامعاذ(أي فقدتك أمك)، وهل يكبُّ التاس على وجوههم أو قال: مناخرهم..إلا حصائد ألسنتهم.)..!!
وقال : صلى الله عليه وسلم (ليس المؤمن بالطعان ، ولا اللعان ،ولا الفاحش ؛ ولا البذيء.)
اللهم رطِّب ألسنتنا بذكرك وشكرك.
وكتبه: غازي أحمدالفقيه