نريد إعلاما حديثاًً بهويتنا..!
✍ :مما ورد على لسان وزير الإعلام في منتدى الإعلام السعودي المنعقد في العاصمة الرياض(2_3 ديسيمبر2019) تأسيس قنوات إعلامية في كل منطقة من مناطق المملكة ال 13 ..!!
وخطوة مستحدثة كهذه سينتج عنها بالإضافة إلى القنوات الرسمية الموجودة حالياً
فضاءً إعلامياً (بنكهة) مناطقية لها من الإيجابيات
و السلبيات ما سيُلمس بعد التنفيذ.! آملين إن شاء الله كثرة الإيجابيات والعمل على تلافي السلبيات إن وجدت مع انطلاقتها .
فلقد عانى السعوديون من بعض الصحف الألكترونية والقنوات الشعبية التي شهدها المشهد الإعلامي المحلي والافتراضي كثيراً في السنوات الماضية.مما استوجب إقفال بعضها بالضبة والمفتاح والتأكيد على الجميع مراعاة ضوابط مرعية قننتها وزارة الإعلام والاتصال!وتوازى ذلك مع ثورة (السوشل ميديا) بقضها وقضيضها بأيدي الكبار والصغار.!
وكان إلى عهد قريب في المملكة محطتي تلفزة رسمية في العاصمة الرياض وفي جدة وإذاعتان كذلك وتم توحيد البث التليفزيوني في مسمى القناة الأولى بالإضافة إلى القناة الإخبارية والثقافية والرياضية والاقتصادية.وعلى مستوى الأثير أصبحت إذاعة الرياض بمسمى البرنامج العام وإذاعة جدة بمسمى البرنامج الثاني وبعد ذلك الدمج التليفزيوني فقد الإعلام بعض السعوديين المميزين من منسوبيه وخصوصاً من محطة جدة التليفزيونية لظروفهم الشخصبة.!وتقاعد الكثير من القامات الإعلامية المميزة..!!
فماذا سيكون عليه حال قنوات المناطق عند بداية بثها.؟! هل ستكون محلية تعنى بشؤون كل منطقة في جميع أحوالها أم ستعنى كذلك بقضايا الوطن بصفة عامة.؟؟ وقد ينجم من ذلك التكراروالنمطية في التناول والطرح.!
ناهيك عن عدم توفرالخبرات الإعلامية المحترفة الكافية لشغل هذه القنوات، والتي تفتقدها القنوات الرسمية حالياً.!
بدليل كثرة تبديل القيادات في وزارة الإعلام في السنوات الأخيرة من مديري عموم وتنفيذيين .. لأن إعلامنا المحلي متواضعاً لم يواكب _على الرغم مما وفر له مادياً ومعنوياً_ قفزات تطور المملكة المتسارع في معظم المجالات ولم يحقق إعلامنا نجاحاً مقنعاً وملموساً في صد الهجمات الإعلامية الخارجيةعن بلادنا.!!
وعند الاستعانة بخبرات عربية كمندوبين ومراسلين _وهذا واقع لا خلاف عليه_ كخبرات وقدرات وخصوصاُ كمراسلي الأخبار، نلمس اخفاق هؤلاء في نطق اسم المملكة العربية السعودية صحيحا ويتكرر ذلك كثيراً ولا يتم التنبيه عليهم.!!ً مما يتطلب استقطاب كوادر وطنية موهوبة ذات خبرة تقنية ولغوية وفنية مميزة ، وهذا متطلب يستدعي من وجهة نظري إنشاء معهد إعلامي أكاديمي متخصص لمتدربين إذاعيين وفنيين ومراسلين ومخرجين وطنيين في هذه الجوانب التي أشرنا لها تحت أيدي خبرات إعلامية عالمية، لنحفظ بذلك للوطن هويته وثقافته ويعرضها إعلامنا الوطني بوعي وشمولية وإدراك للعالم الآخر.!
وبما أن هذا التجمع والمنتدى الإعلامي الذي فاق حضوره 1000 إعلامي من داخل الوطن وخارجه قد جاؤوا بأفكارهم وتجاربهم المحلية والشخصية، فعلينا الأخذ بأحسن مافيها وما يناسبنا وتجنب سلبياتها لصناعة إعلام سعودي حديث متطور يواكب تسارع العصر نابع من دستور بلادنا وعاداتنا وتقاليدنا .وكما هو معلوم الآن
لقد تضاءلت بل كادت الصحافة الورقية أن تختفي وهي مكتوبة ومنقحة قبل طباعتها ونشرها ، فما بالكم والإعلام المرئي شديد التأثير وسريعه صوتاً وصورة .
ولا يخفى علينا ما تسبب فيه الإعلام الحزبي والديني والمناطقي المبثوث من قنوات في بعض الدول العربية الشقيقة. من إثارة النعرات وتمزيق اللحمة الوطنيةفي تلك البلدان تجاهلاً لميثاق الشرف الإعلامي العربي.!!وهذا مايدركه معالي وزير الإعلام ويعمل من أجل تحاشيه إن شاء الله في جميع وسائل إعلامنا. حمى الله بلادنا وحفظها من كل سوء ووفق قيادتنا للسير بهذا الوطن المقدس للمكانة اللائقة به في كل ميدان..في ظل حكمة حزم وعزم ملك ورؤية نهضوية شاملة للوطن لسمو ولي عهدالأمين والله الموفق.
وكتبه: غازي أحمد الفقيه