المعلامة في القوز قبل التعليم النظامي..!!

إلى ماقبل العام 1371 هجرية لم يكن في بلدة القوز(مقر مركز القوز) والقرى التابعة له تعليم حكومي نظامي .!
ففي القوز نفسها وغيرها كان المعروف من التعليم (المِعْلامة) وهي: الكتاب لتعليم القران الكريم فقط ،وعرفت القوزفي الستينيات الهجرية وحتى العام 1370عدة معلامات يقوم على كل واحدة منها شيخ يعلم القران الكريم للصبيان.!
ولعل من أبرز هذه المعلامات معلامة الشيخ: عبدالله محمد البَيْشي الذي قَدِم للقوز من جازان لهذا الغرض.وقد انتظم لتعلم القران لديه الكثير من صبيان البلدة والقليل منهم أتمَ لاحقاً ختم القران وكان مقر هذه المعلامة جامع القوز الوحيدالذي كان مبني من الحجر بجانب سوق الخميس الشعبي وكان الوقت المخصص فترتين الأولى تكون من بعد صلاة الفجر إلى ماقبل صلاة الظهروالفترة الثانية تكون من بعد صلاة العصرإلى ماقبل صلاة المغرب ويردد المتعلمون عند انصرافهم: (ياتواب تب علينا...أن ضلينا..يامحمدبن عبدالله ياقاري كتاب الله..عليك الفين صلى الله..)وبعدها يرددونياابن ادم يامسكين..لابد تشم الطين..تدخل بيت ماله باب..تنسى الأهل والأحباب..
****ويتقاضى الشيخ البَيْشي من كل متعلم مبلغاً من المال لا يتحاوز القرش والنصف نهاية كل أسبوع ومن لم يستطع إحضار ذلك فعليه ان يستبدله بكمية من حب الذرة بمقدار ملء الكفين (شُطاري) والشطاري نصف الرباعي (والرباعي ربع المكيال) وخصص الشيخ البيشي لذلك زيراً فخارياً يوضع فيه.الحب.!وبعد جمعه يبيعه في سوق الخميس.!
وكان الشيخ يستخدم لوحاً مطلياً بالجص ويستخدم أوراق نبات الرّيْن لطلائه وكتابة أحرف الآيات عليه بقلم مصنوع من نبات القصبي يغمسه عند الكتابة في (النيل والنصراني.)_وهي مواد تستخدم لصباغة ملابس النساء باللون الأسود_ويحفظ المتعلمون جميع سور جزء عمّ غيباً وعند التسميع الإفرادي لكل سورة يعاقب غير الحافظ بوضع يده تحت إحدى قوائم الكرسي الخشبي الذي يجلس عليه الشيخ فيضغط على يد المتعلم حتى يصيح ويبكي عقاباً قاسياً على عدم حفظه للسورة المقررة..!!
وبعد ستة أشهر يستطيع بعض المتعلمين حفظ جزء عمّ غيباً عن ظهر قلب وتلاوة بقية أجزاء القران الكريم تلاوة صحيحة .!!واحتفلء بختمة القرآن يرددالمتعلمون خلف ابن الشيخ واسمه محمد وفي آخرها يختمون بآمين الحمدلله الذي تحمدا...حمدا كثيرا ليس يحصوه عددا..وكلم موسى واصطفى محمدا..على النبي الهاشمي الأكرما..الحمدلله الذي هدانا..بعد ماكنا من العميانا
وكان الشيخ يرحل بالمتعلمين على دوابهم عند ختم القران للتجول في قرى القوز المجاورة وقرى ساحل وادي يبة التي تبعد قرابة 15 كيلاًللتكسب بجمع حب الذرة لصالح الشيخ ..!! ولا تختلف المعلامات الأخرى في القوز عن هذه المعلامة في الطريقة والأسلوب كمعلامة الشيخ علي بن جابر عشيري القوزي ومعلامة الشيخ حسين العقيلي الفقيه ومعلامة الشيخ إدريس بن حسن الفقيه.!
وقد استمرت هذه المعلامات حتى افتتاح المدرسة الابتدائية الحكومية الأولى في القوزفي عام 1371 هجرية على يد مديرها ومعلم تلاميذها الشيخ الأستاذ محمدزكري وهومن أهالي مدينة صبيا بمنطقة جازان رحمه الله.حكى ذلك للكاتب ألأستاذ: سليمان بن عيسى الرداعي القوزي (أحد المعلمين الأوائل في القوز)متعه الله بالصحة والعافية وأحسن الله له ولنا الخاتمة.
وكتبه: غازي أحمدالفقيه