دراسةالتاريخ ضرورة أم ترف...!!
✍: في ظل التسارع التقني لم يسلم التاريخ قديمه وحديثه والوطني منه بصفة خاصة من التعدي على حَرمِه من أصحاب الأهواء وغير المختصين وأضحت منابر الشبكة العنكبوتية تحديداً مياديناً تزخربالسمين القليل والغث الكثير دون ضوابط علمية ومهنية وأخلاقية.! فشاع تضليل العامة بأحداث التاريخ عبر عصوره كما كان عند بعض مدونيه الاوائل ومن هم على طريقتهم حالياً لأغراض لاتمت للأمانة العلمية بصِلة.!
ومشهد كهذا صَاحبَه إقفال أقسام التاريخ في معظم جامعاتنا في السنوات الأخيرة، بحجة عدم حاجة سوق العمل لهذا( التخصص النظري )من وجهة نظرالكثير من المنظرين دون إدراك لخطورة أبعاد ذلك الرأي ..!!
ونتيجة لذلك خسر المجتمع أجيال المؤسسين لأبي العلوم إما بالوفاة أو الانغماس في الحياة ومدارجها وهجر التحقيق التاريخي الرصين..! وخسرالمجتمع كذلك انضمام أجيال جديدة مؤهله تحمل الراية و تضمن استمرارية الحفاظ على كرامة هذا العلم من عبث العابثين .!!
ومن الطبيعي أن كل وطن يضع من أولوياته إحاطة تاريخه بسياج علمي رصين، فمن ليس له ماض فكيف يُوْثَق في ضمان تاريخ مستقبله.!!
وهذا مانلمسه في جهود دارة الملك عبدالعزيزفي العاصمة الرياض التي تَشرفُ برعاية خاصة ومباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز منذ انطلاقتها في الخامس من شعبان 1392 .لذلك وتماهياً مع دور الدارة الرائد والبارزلابد من ضوابط إعلامية مقننة لكل ماينشر في جميع أوعية المعلومات الورقية والتقنية ووسائل التواصل الاجتماعي عن تاريخ وآداب وتراث الوطن.ومحاسبة كل جهة فردية أو مؤسسية تسمح بنشرمايُضلل أبناء المجتمع وخاصة الناشئة باسم التاريخ
الذي قال فيه القائل:
من وعَى التاريخَ في صدره أضافَ أعماراً إلى عُمره..!!
ونأمل عاجلاً أن تعيد جامعاتنا الوطنية النظر في إقفال أقسام التاريخ بكلياتها الجامعية على أن يحدد القبول فيها على من تتوفرُ فيهم سمات الباحثين الجادين وذلك لحاجة الوطن الماسة لذلك.!!!
وكتبه: غازي احمدالفقيه