لماذا يغيِّب بعض أئمة المساجد آيات الترغيب..؟!!
✍: والمحظوظ حقاً من جماعة المسجد وجماعة المصلين في مسجد ما أن يكون إمام مسجدهم ذا صوت خاشع مؤثر وأوتي مزماراً من مزامير آل داود ويحسن الوقوف أمام لاقط الصوت لا قرباً شديداً ولا بعدا . ويختار في الصلوات الجهرية بعضاً من آيات الترغيب مذكراً ومحفزاً مرغباً المأمومين من صغار المصلين وكبارهم فتغشى السكينة قلوبهم وتخشع جوارحهم رغبة في طاعة مقبولة بإذن الله و الفوز بثوابه عز وعلا لكل طاعة خالصة لوجهه الكريم بإذنه تعالى ينالها الموحد الذي تطهّر ولبى نداء ربه متجرداً من كل الملهيات الدنيوية وراجياً رحمة ربه في دنياه وآخرته ، فتأتي تلك الآيات بلسماً وماءً بارداً زلالا ًينسكب على لظى الصدور المتعبة بنكد الدنيا وفتنتها وتُستدرُ العيون فتفيض بدمعها خشوعاً وتذللاً بين يدي رب كريم.كقول الله تعالى.(والسابقون السابقون * أولئك المقربون * في جنات النعيم ) سورة الواقعة(10__12). (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أُعدت للمتقين)سورة
آل عمران (133).
وأعجب من إمام أي إمام مسجد مداومته على تلاوة آيات الترهيب وتكرارها على أسماع روّاد مسجده في صلوات الجهرية.!
متناسيا التوجيه الرباني الكريم .قال تعالى.( ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.). سورة النساء(69).
ولست بداعٍ إلى تناسي آيات الترهيب فهي وآيات الترغيب توجيه رباني من كتاب ربنا الكريم والحرف من كل آية منها وفيه بعشر حسنات .! ولا بأس من التذكير بها بين فينة وأخرى وعدم نسيانها وإيرادها مع كل مناسبة تدعو للتذكير بها.!
لكن مراعاة الإمام لواقع عصرنا الحاضر وطوفان الفتن من كل حدب وصوب لدينا ومن حولنا وبيئة المسجد المحيطة حضراً وبادية أسواقاً وتجمعات طارئة يقتضي اغتنام الفريضة الجهرية للترغيب فيما عندالله جزاءً لعباده الصالحين والراغبين في الفوز بما يُكفِّر الذنوب بتلك الآيات ليلحق العبد المؤمن إن شاء الله بثلة الأولين وقليل من الآخرين الذين وعدهم ربهم بالحسنى وزيادة وجنات فيها يكرمون نظير الإقبال إليه طمعاً في عفوه ورضاه.!
ويَجمُل بالإمام أن يتخيّر في بعض صلواته الجهرية أيضاً آيات المقابلة كالثناء على أهل اليمين والوعيد لأهل الشمال والتذكير بحال كل منهما يوم الدين للاتعاظ والاقبال على الطاعة بنفس وثابة.قال تعالى(وأصحاب اليمين* ما أصحاب اليمين * في سدر مخضود * وطلح منضود* وظل ممدود* وماء مسكوب)سورة الواقعة (27___32).( وأصحاب الشمال ما أصحاب الشمال * في سموم وحميم وظل من يحموم * لابارد ولا كريم.) سورة الواقعة ( 41___44). وما ذلك إلا من يُسر الإسلام وسماحته وحكمة الدعوة إليه..وفقنا الله جميعاُ لاكتساب مرضاة الله تعالى ورزقنا وجميع أمة محمد عليه وآله الصلاة والسلام والفوز برضوانه ونيل مقعداً في الثمانين صفاً من أهل الجنة يوم الدين.!
وكتبه: غازي أحمدالفقيه