متى ما غضب الصديق على صديقه ، وأخذ يتكلم بما لا يصلح فلا ينبغي أن يعقِد على ما يقول -
أي لا يؤخذ ما يقول بعين الاعتبار ؛ فإن حاله حال المغيب ، لا يدري ما يجري. لذلك من الواجب الصبر على فورته ، لان الشيطان قد غلبه ، وهيج طبعه ، واذهب عقله.
لذا لا ينبغي الاخذ في النفس عليه ، ومجاوبته بمقتضى فعله .ومن يفعل ذلك يكون كعاقل واجه مجنونا ً، أو كمفيق عاتب مغمى عليه ، فيكون الذنب له.

والصحيح هو النظر بعين الرحمة ، وتامل تصريف القدر له، ولعب الطبع به ، لانه وبلاشك سيعلم وينتبه وسيندم على
ما جرى ، وسيعرف فضل من صبر .
وهذه الحالة ينبغي أن يتعلمها الجميع خاصة الولد عند غضب الوالد ، والزوجان عند غضب احدهما ؛ وفيما بين الاخوة والاصدقا وكل المجتمع ..
فكل من غضب يترك ليشتفي بما يقول ، ولا يعوِّل على ذلك ؛ لانه سيعود نادما معتذرا ً.

لكن وبكل اسف ان أكثر الناس على غير هذا الطريق: متى رأوا غضباناً قابلوه بما يقول ويعمل وهذا على غير مقتضى الحكمة ،
ونسال الله ان يصلح الحال