احتضار التربية الفنية..!!
احتضار التربية الفنية..!!
✍: منذ ثلاثة عقود ونيف تمّ رَكْن التربية الفنية على هامش التعليم الأساسي.! بعد أن كانت إحدى المواد الدراسية الأساسية .! والطالب الذي لايستطيع الحصول على الدرجة الصغرى فيها يعتبر غير ناجح وربما يعيد دوراً ثانياً أوعاما دراسياً آخر.!
ولما أُتخذ قرار اعتبارها مادة نشاط مكملة للمواد الأخرى وبدون منهج دراسي وتُدَرس باجتهادات المعلم الفردية، وتسجل درجاتها كإكرامية من معلمها لطلابه كشقيقتها التربية البدنية ولا تؤثر في نجاح الطالب ورسوبه. جاءت مخرجاتها خديجة ضعيفة وزاد الطين بلة فشو إشاعة : ليس بالضرورة ان يكون معلمها (فناناً)،
التي عمّت وطمّت. فكيف يتذوق الفن التشكيلي بجميع أنماطه ويعلمه من يفقد الهِوَاية والهُوية؟ فتخرجت أفواج من أقسام التربية الفنية بالكليات نسبة كبيرة منهم كمعلمين لا يعرف بعضهم أسياسيات الفن التشكيلي بل لا يعرف خصوصية الألوان ودرجاتها وأنواعها الحارة والباردة ومزجها لإنتاج ألواناً رديفة أخرى ناهيك عن معرفته الدقيقة بمراحل الطفولة الفنية وخصائصها (كالمدرك الشكلي والشفافية والتسطيح والمبالغة وغيرها) وأجزاء وأبعاد اللوحة الفنية( القرب والبعد والضوء والظل والتدرج اللوني وغيرها)..!! بل تجد أمية متفشية بجودة الخط العربي وأقسامه المشهورة والحديثة..فماذا كانت النتيجة: فقراً فنياً مدقعاً في البيئة المدرسية والمجتمعية، ولجوء المدارس ومعلميها مضطرين لدكاكين بيع وسائل تحسين ردهات المدارس ومداخلها وفصولها من صنع العمالة الوافدة .وأخطر مافي ذلك أن تحمل تلك اللوحات والملصقات مناظر ليست من البيئة المحلية
و أسماء طلاب دفعوا ثمنها مدّعِين عملها وعليها إشراف معلميهم...!!
فانعدم نتيجة لذلك استغلال خامات البيئة المحلية ومعارض المدارس والقطاعات والمنطقة الفنية واختفى التذوق الفني المهذب للسلوك والمرتقي بالذائقة الشخصية والمجتمعية ..!!
فهل من عودة جادة تبدأ بإنعاش هذه المادة الحيوية من احتضارها. فإنه لايكفي إقرار منهج وإجراء إختبارات لها من معلم يفتقد ابجدياتها وممارساتها.فالمجتمع كما يحتاج لطبيب ومهندس وغيرهما فهو أيضاً بحاجة إلى فنان يشيع المتعة والجمال ويمحو بريشته كآبة منظر المرافق العامة والخاصة...!!
وكتبه : غازي احمدالفقيه
رد مع اقتباس
