أقصوصة .. .. رفات درس....!!!
✍: مدّ يده المخشوشنة مُسَلِماً فبادلته التحية بأحسن منها. ولفتني انكسار عينيه وإصراره على أن يبقى منكس الرأس وهو يحدثني.! ومن هيأته لم يكن شيخاً طاعناً في السن بل شاباً طحنته ظروف بلده العاتية القسوة فاكتسى لون بشرته الدّكَانة ويداه وووجنتاه بالشحوب وعرفت من لكنته أنه من (سوريا) ..!!
وما إن ذكرت له ذلك حتى انكبّ باكياً منتحباً
حاولت تهدئته وملاطفته علّه يحكي قصته ،
فاستعصى عليه ذلك وأجهش بالبكاء ، فدسست في يديه مساعدة مالية فتمنّع بعزة وأعادها لي واستجمع قواه بعد برهة وقال لا أريد صدقة، وأردف وهو يمسح دموعه أريد عملاً لأحصل على أجر بعرق جبيني.. . ..!
قلت لابأس : فماذا تجيد من عمل..؟!
قال: سأعمل في أي مهنة تحتاجني فيها..!
واتفقت معه على أن يسرد ماحلّ ببلده يُسراً وعُسراً على العهد (الأسدي)في حلقات أمام مجموعة من شبابنا الذين امتهنوا التسكع وعدم البحث عن أعمال تشغلهم وتوفر لكل واحد منهم دخلاً يعيشون بكرامة منه بعد انتهائهم من الدِّراسة ، ورضوا أن يكونوا مع الخوالف عالة على أولياء أمورهم.!!
ووعدته إن نجح في التأثير فيهم وحفزهم على إدراك قيمة وطنهم والحرص على التشبث به والإفادة من خيراته، وعدم التفريط فيه ستكون مكافأته مجزية جداً.!!
هزّ رأسه موافقاً وقال: متى نبدأ..؟
قلت من الغد بإذن الله..!
فقال بحماسة وهو كذلك..!
ركبت سيارتي بعد توديعي له وأدرت محركها
فلم يعمل وترجلت منها طالباً مساعدة ممن حولنا
في دفعها ولم يتقدم لمساعدتي غير صاحبنا..
ففزعت من نومي صارخاً...... ياعاااااالم...!!!!!
وكتبه : غازي احمدالفقيه