كتبه د. سعد بن عبد الله الأحمري
٢١/٧/١٤١.
شكرا فايروس كرونا
مدخل
مر على بلادنا خلال ٤٠ عاما الماضية أحداث كثيرة وجسيمة في نفس الوقت بدءا من أحداث الحرم المكي ، مرورا بحرب تحرير الكويت، مرورا بهبوط أسعار البترول إلى مستويات متدنية جدا.
وكان التعاطي معها بحكمة، وبفضل الله تم اجتياز تلك المحن، بأقل الخسائر بل خرجنا منها أقوى منذ قبل.
لأنا وقفنا صفا واحدا، ونظرنا إلى جوانب مشرقة في كل أزمة تمر بنا وانطلقنا من خلالها لمستقبل أفضل
مستلهمين قول الشاعر:
(قد ينعم الله بالبلوى وإن عظمت
ويبتلي الله بعض القوم بالنعم )
والآن يعيش العالم مشكلة فايروس كرونا فيجب علينا أن ننظر إلى الجوانب الإيجابية في هذا الأمر وسوف نخرج من هذه الأزمة، بإذن الله، أقوى منا قبلها، ونتعلم دروسا لن يتسنى لنا تعلمها لولا هذه الأزمة .


بداية فايروس كرونا أرعب العالم المتجبر المتغطرس المستبد الذي وصل به الغرور إلى درجه (من اشد منا قوه )الاية.
فأراد الله أن يري الإنسان حجمه الحقيقي ويكشف له حقيقة ضعفه وعجزه، فأرسل له جنديا من جنوده لا يُرى بالعين المجردة كما قال تعالى: ( وما يعلم جنود ربك إلا هو ) الاية.
فأوقف الإنسان على حقيقة نفسه وضعف قوته وهزال جبروته وعناده، فحال بينه وبين شهواته وبينه وبين دنياه، جعل كل دوله تغلق حدودها ومطاراتها وموانيئها وتعطل مصالحها وتغلق مصانعها وأسواقها ومدارسها وجامعاتها ودوائرها الرسمية وتمنع الاجتماعات والاحتفالات والمناسبات الرسمية والاجتماعية
وهز العروش والجيوش وأصحاب القروش والكروش
حقيقة من كل قلبي أقول شكرا فايروس كرونا .
فقد أعدت الهدوء والسكينة إلى قلوب المؤمنين بعد أن اضطربت جوارحهم من كثر المنكرات التي تحيط بهم، فأنت منحة من الله نزلت بأمر الله، وكأنك تقول إذن أنتم لم تستطيعوا تغيير المنكرات فأنا لها .
شكرا فايروس كرونا
فقد أعدت ترتيب أولوياتنا بعد إن كان بعضنا يحيا حياة فوضوية
شكرا فايروس كرونا
لقد أعدتنا إلى بيوتنا وجمعت شملنا مع أبنائنا بعد إن كان كل منا يدور في فلك لوحده أما مسافرا أو في عمله أو جامعته .. اجتمعنا وتعرفنا على بعض وتحدثنا مع بعض عشنا أجمل أيام حياتنا الاسرية في عهدك ، كم أنت جميل يافايروس كرونا .
شكرا فايروس كرونا
في عهدك استلهمنا حديث النبي صل الله عليه وسلم (وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا)
شكرا فايروس كرونا.
في عهدك انتهى التبذير في مناسبات الزواجات وأصبح العريس يأخذ عروسته ويذهب بلا عناء، بلا ديون، بلا مباهاة، بلا مشاكل، بلا مشقه على الناس .. زواجات مباركة وجميلة ومختصرة .. سنَّيت سنة حسنة.
شكرا فايروس كرونا
رغم أنك فضحت البشرية أنهم يخافونك أكثر من خوفهم من الله وأرعبت مخابراتهم وجواسيسهم وأجهزة التنصت والتتبع والمراقبة عن بعد .
شكرا فايروس كرونا
فقد أثبت للعالم أنا مجتمع متماسك وقوي في ظل قيادة حكيمة تجيد فن إدارة الأمازت بكل ثقه، بفضل الله وكرمه، وأن بلادنا محروسة، بإذن الله، فالوباء اجتاح الأرض شرقا وغربا، ونحن في منتصف الكرة الارضية، بفضل الله، كفانا الله شر هذا الوباء، فكل الحالات المكتشفة لدينا قادمة من خارج البلد أو مرافق مع مصاب قادم من خارج البلد.
وكانت الإجراءات المتخذة قوية وحازمة وصحيحة
أسأل الله ان يديم علينا نعمه، وأن يدفع عنا نقمه، وأن يحفظ بلادنا وأهلنا من كل مكروه، وأن يديم علينا نعمة الأمن والاستقرار .
شكرا فايروس كرونا