المسفلة حي تاريخي
استوطنته قبائل العرب
وسكنه حمزة بن عبدالمطلب
(وسكنه ألصديق رضي الله عنه ومن بيته انطلقت الهجرة النبوية المباركة)

كانت مكة فى العصور القديمة تنقسم الى قسمين معلاة ومسفلة فالجزء العلوي يبدأ من الجهة الشمالية للمسجد الحرام ويسمى معلاة، ومن الركن اليمانى للكعبة المشرفة يسمى مسفلة، ورغم التقسيمات الأخيرة التى طرأت الا أن الحي لا يزال يعرفه المكيون بالمسفلة.

ويقول المؤرخ الشيخ راجح بن على الكريمى العبدلى: عرفت العرب بكة وقد قسموها الى نصفين قسم معلاة وآخر مسفلة، والمعلاة تبدأ من جزء الصفا وتشمل جزءا من الكعبة المشرفة، والركن اليمانى للكعبة يعتبر من المسفلة ومن الصفا إلى محاذاة الكعبة الجنوبى إلى الجبل الأحمر وهو موقع فندق مكة قبل التوسعات الأخيرة للساحات الشمالية التى أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وتجرى هذه الأيام، وهو جزء من القيقعان إلى كدي ومن الصفا إلى جزء كبير في ما يسمى بالعزيزية إلى جمرة العقبة وما نزل عن هذا الخط فهو مسفلة وما علا عن هذا الخط فهو (المعلاة) .

ويضيف المؤرخ راجح العبدلى إن ما يسمى الآن بجرول وشارع المنصور ووادى طوى وجزء من التيسير حتى امتداد المسجد الحرام كله من المسفلة. وتروي كتب التاريخ أنه سمى بهذا الاسم لأن عبدالرحمن بن أبى بكر الصديق كان يسكن فيه فى الإسلام ومات وهو نائم فيه، وعبدالرحمن بن أبى بكر الصديق هو شقيق لأم المؤمنين عائشة رضى الله عنها، ومنذ أن مات فيه عبدالرحمن بن أبى بكر الصديق نائماً سمى بدف الراقد وروى أيضاً أن تسمية حى المسفلة بهذا الإسم لأنه أسفل مكة المكرمة وكان فى الجاهلية يسكن هذا الحى قبيلة (قطورة).

ويشير العبدلى الى أن حى الشبيكة والهجلة جزء من المسفلة وكان يسكن بالشبيكة قبائل بنى عدي وهى قبيلة سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه، والخليفة عمر ولد تحت سفح جبل (الغافد) وهو إسم جاهلى وسمي جبل عمر المعروف حالياً.

وعن أشهر سكان حي المسفلة فى الجاهلية قبل الإسلام سيدنا ابو بكر الصديق رضى الله عنه وبنو عدي وبنو تيم كانوا من القبائل التى سكنت المسفلة ، كما سكن الحى فى العصر الإسلامى خزاعة وهذيل وبنى هاشم

وفى القرن السابع الهجرى قدم ملك التكرور من أفريقيا وسكن في الحي، والتكارنة من أقدم الجاليات الموجودة فى مكة المكرمة وأغلبهم اليوم يسكنون في المسفلة وشارع المنصور ولهم باع طويل ومشاركة فاعلة فى تأسيس وتكوين جوانب كثيرة من حياة المجتمع المكي وقدموا من نيجيريا وغانا عندما كانتا دولة واحدة وهي إمبراطورية (سنغاي) وهذا فى زمن الإمام السيوطى
وبعدها قدمت جالية قليلة من البنغال كما قدمت جاليات من مصر

. وتحفل المراجع التاريخية بذكر الكثير من الآثار والأماكن التى لاتزال باقية ومعروفة حتى اليوم رغم التطور العمرانى الذى شهدته العاصمة المقدسة على مدى القرون الماضية .

ولايزال حي المسفلة محافظاً على بعض معالمه وخصائصه من الأزقة والشوارع القديمة التاريخية ولاتزال بمسمياتها كشارع ابراهيم الخليل الذى يمثل طريق وادى إبراهيم الخليل عليه السلام الذى سار فيه وسمى وادى ابراهيم بهذا الاسم منذ (4200عام) ، والمواقع التى سار فيها المصطفى صلى الله عليه وسلم.

ومن سكان المسفلة حمزة بن عبدالمطلب وهو الوحيد من بنى هاشم الذى كان يسكنه ثم سكن بنو هاشم فى مايسمى بدحلة الرشد ومنطقة الكعكية بالمسفلة كانت تسمى المغش
وفى حي المسفلة توجد مزرعة معاوية بن ابى سفيان التى كانت تشرب من بركة (ماجل)
وكانت البركة موجودة إلى عهد قريب والماجل هو المستنقع من الماء وكانت مزرعة معاوية تمتد من منتصف بركة ماجل حتى منتصف حديقة المسفلة حالياً

المصدر / جريدة المدينة 11/9/1430هـ