قرحة المعدة والاثني عشر: من أمراض العصر والعلاج يكمن في الغذاء والدواء والبعد عن التوتر والتدخين

د. أحمد حلمي سالم*
صحيفة الرياض
26/5/1430هـ
قرحة المعدة والاثني عشر - والتي يطلق عليها أيضاً (قرحة بيبسيني Peptic ulcer) - عبارة عن تآكل أو تصدع في الغشاء الداخلي المبطن لجدار هذين الجزءين من الجهاز الهضمي. وتعتبر القرحة التي تحدث في الاثني عشر (أول أجزاء الأمعاء الدقيقة بعد المعدة مباشرة) أكثر النوعين انتشاراً، والقرحة ليست مرضا مُعديا ولا تتحول إلى أورام سرطانية في حالة قرح الاثني عشر وقرح الجزء الأخير (البابي) من المعدة، أما القرح المزمنة التي تحدث في الأجزاء الأخرى من المعدة فقد تتحول لأورام، لذا يجب متابعتها بالمناظير وأخذ عينات من أجل الكشف المبكر والعلاج. وتنتشر القرح في الرجال أكثر من النساء في بعض الأماكن ويتساوى الجنسان في مناطق أخرى، ولا تصيب القرح مرحلة سنية معينة، والعامل الأساسي هو وجود العوامل التي تؤدي للتقرح.
وأسباب الإصابة بقرح المعدة والاثني عشر متعددة منها:
1- زيادة افراز حمض الهيدروكلوريك وانزيم الببسين عن المعدلات الطبيعية.
2- الاصابة بجرثومة المعدة الحلزونية أو الهليكوباكتر (Helicobacter pylori). وهذه البكتيريا تنتقل من شخص لآخر عن طريق الطعام أو الماء الملوثين.
3- ضعف الإفرازات الدفاعية من سوائل مخاطية وبيكربونات والتي تحمي البطانة من الانزيمات الهاضمة.
4- أسباب جينية متوارثة تعطي قابلية أكثر للإصابة بالمرض، خاصة الأشخاص من فصيلة الدم O
5- الضغوط النفسية والتوتر العصبي والإجهاد الذهني.
6- الاستخدام المزمن لبعض العقاقير مثل الأسبرين والكورتيكوستيرويد ومضادات الروماتيزم.
7- تدخين السجائر وتعاطي المشروبات الكحولية التي تؤدي إلى تقرح المعدة وفشل علاجها.
ومن العلامات التي تنذر بوجود إصابة من القرحة وجود حرقان في منطقة فم المعدة وأعلى البطن وفي بعض الأحيان تحت عظمة الثدي وقد ينتشر إلى الظهر في بعض الحالات. أما عن الفترات التي يحدث فيها الألم فعند الأكل مباشرة (قرح المعدة)، أو عندما تكون المعدة خاوية أي بعد تناول الطعام بثلاث أو أربع ساعات أو أثناء نوم الشخص (قرح الاثني عشر)، وقد يوقظ هذا الألم الفرد في الساعات الأولى من الصباح. هذا ويمكن تهدئة آلام قرحة المعدة بواسطة شرب قليل من اللبن أو الطعام أو أخذ عقاقير مضادة للحموضة. ومن الملاحظ أن الأشخاص الذين يعانون من قرحة الاثني عشر يزداد وزنهم لأن المريض يلجأ إلى أكل المزيد لتخفيف الآلام والتي تشبه الإحساس بالجوع. ورغم أن الألم هو أهم الأعراض، لكن يمكن أن يشكو المريض من أعراض أخرى مصاحبة مثل الغثيان والقيء وعند حدوث نزيف من هذه القرح فقد يظهر في صورة أنيميا (شحوب وفقر دم) أو قيء دموي أو براز أسود.
مضاعفات القرح تشمل النزيف و انثقاب (انفجار) الجدار و حدوث تضيق أو انسداد في منطقة حدوث التقرحز وهذه المضاعفات تحدث في حال عدم التشخيص او إهمال العلاج، هي نادرة في هذه الأيام نظرا لتوافر وسائل التشخيص كالمناظير الضوئية والأدوية الفعالة. والمناظير هي أفضل وسائل التشخيص ومن خلالها يمكن أخذ عينات لتشخيص وجود جرثومة المعدة ويمكن من خلالها أيضا وقف النزيف وتوسيع التضيق وبتكرارها يمكن المتابعة بعد العلاج.
* أستاذ مشارك واستشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد